Bağdat Tarihi ve Zeyilleri

İbn Neccar d. 643 AH
39

Bağdat Tarihi ve Zeyilleri

تاريخ بغداد وذيوله

Araştırmacı

مصطفى عبد القادر عطا

Yayıncı

دار الكتب العلمية - بيروت

Baskı Numarası

الأولى، 1417 ه

قلت: فكيف هو؟ قال ترزقانه هذه القراءة لم يخرج بها أبو حنيفة عن الأصل لأن الأصل في ضمير الذكور هو الرفع لأنك تقول هو، وضمير المؤنث هي، وهذه المسالة التي جرت بين سيبويه والكسائي لأن الكسائي جعل ضمير المؤنث منصوبا فقال: إياها وسيبويه كان معه الحق فمن عرف هذا عرف ما قلت، لأن الهاء عائدة إلى الرزق وهو مذكر وعلى هذا قرأ من قرأ فخسفنا به وبداره الأرض

ألا ترى أنه لما جاء إلى ضمير المذكر أجراه على الأصل وإنما كسر من كسر الهاء من ضمير المذكر في المجرورات اتباعا للكسرة كما أمال من أمال للاتباع، وأن الهاء حرف خفى أخفى من الألف فلما ساغ لهم الإمالة في الألف مع أنها أشد من الهاء فلأن تمال الهاء أجدر.

وأما قوله يلحنون فاللحن ليس هو الخطأ على لغة العرب وإنما يحتمل معنى غير المفهوم الأصل وذلك أن الحديث إذا احتمل معنى ظاهرا واحتمل معنى آخر قيل له لحن، ومن هاهنا سمى ابن دريد كتابه المعروف بملاحن بن دريد وذلك أنه قال: إذا قال له شخص رأيت فلانا فقال والله ما رأيته ولا كلمته فظاهر اللفظ يدل على رؤية العين والكلام باللسان. وإنما الحالف يعنى ما ضرت رئته ولا جرحته وهو مأخوذ من الكلم وهي الجراح. قال الله تعالى: ولتعرفنهم في لحن القول

لأنه يكون كلاما يدل على معنيين مثل ذلك قوله: فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه

ألا تراه جعل له أحسن وغير أحسن قال الشاعر:

حلوا عن الناقة الحمراء أرحلكم

والبازل الأصهب المعقول فاصطنعوا

إن الذئاب قد اخضرت براثنها

والناس كلهم بكر إذا شبعوا

Sayfa 43