Zamanın Efendisi: Kitap ve Dosya Davası

Seyyid el-Kimni d. 1443 AH
62

Zamanın Efendisi: Kitap ve Dosya Davası

رب الزمان: الكتاب وملف القضية

Türler

الظروف الاجتماعية

ثم يستمر الشيخ اللواء مقتبسا من كتابنا قراءة تاريخية، يوهم القارئ أنه على علم مسبق بها، فيقول: «وإذا رجعنا إلى تاريخ العرب، نجدها لا تقبل النظام الملكي وسيطرة الملك على القبائل العربية؛ لأن ذلك يجعل لعشيرة الملك سيادة على بقية العشائر، وهو ما تأباه أنفة الكبرياء القبلي وتنفر منه، وقد ذكر الكاتب هذا المعنى في ص10 من كتابه، فإذا كانت هذه صفات العرب، فكيف يحلم عبد المطلب بتأسيس دولة هو ملك لها؟»

ومرة أخرى نقول: نعم ولا نتراجع قيد أنملة عما قلنا، فالكملة أمانة، لكن اللواء رفيع المقامات نزع ما قلناه من سياقه، وأعاد ترتيب الفقرات بحيث تؤدي التأثير المطلوب لتحقيق التحريض وما يليه، لكن ذلك لا يعني أننا لم نقل، بل وأيم الحق قلنا غير هيابين، فلم نقدم فرية مفتراة، ولا أضعنا العمر ندرس المنهج العلمي، ونطبق أصوله في بحوثنا، لننسحب مع مثل ذلك تلك الزمجرات الأولية، وهنا نجدنا مضطرين إلى إعطاء ذي السيفين درسا في معنى قراءة الواقع قراءة علمية، والتي طبقناها على جزيرة العرب قبل الإسلام، والتي كانت هدف كتابنا وغرضه، وهو ما رأيناه بحاجة إليه، فأردنا به كسب الثواب.

ومن هنا نقول: إن كتابنا كتاب في التاريخ الاجتماعي وليس كتابا في الدين ولا أي من علومه، وضع بغرض قراءة وفرز أحداث المرحلة القبل إسلامية، وقد تعمد القطب العزمي عدم الإشارة لتلك القراءة الاجتماعية بالمرة، رغم أنها العماد الأساسي للكتاب، تلك القراءة التي تكشف أنه لم يكن عبد المطلب وحده هو الذي أدرك تهيؤ الواقع لقبول الوحدة السياسية، بل أدركه آخرون، وسعوا إلى تحقيقه، مثل أمية بن عبد الله الذي أراد لنفسه النبوة والملك، ومثل عبد الله بن أبي سلول، الذي كاد يلبس التاج الملوكي لولا مجيء الدعوة، ومثل زهير الجنابي وغيرهم كثير، لم تعننا أشخاصهم قدر ما عنانا الأدوار الهامة المؤثرة، أثناء تقديمنا لقراءة الواقع الذي أفرز توجهاتهم.

وهكذا فقد كانت مهمة الكتاب هي الكشف عن أوضاع الجزيرة الاجتماعية والاقتصادية وبخاصة مكة، وبهذا الكشف علمنا أن تلك الأوضاع، قد دخلت مرحلة متسارعة من التغيرات الكيفية الناتجة عن تغيرات عديدة متراكمة، ومرتبطة بظروف أدت إليها، مما هيأ مكة للتحول من كونها مجرد استراحة ومنتدى وثني دنيوي على الطريق التجاري، للقيام بدور تاريخي حتمته مجموعة من الظروف التطورية في الواقع العربي والعالمي، وكان ذلك الدور هو توحيد عرب الجزيرة، في وحدة سياسية مركزية كبرى.

ومعلوم أن ذلك التطور ترافق معه صراع أولاد وأحفاد قصي بن كلاب على ألوية التشريف والسيادة في مكة، مما انتهى إلى انقسامهم إلى حزبين كبيرين متصارعين هما «الحزب الأموي» نسبة لأمية بن عبد شمس، و«الحزب الهاشمي» نسبة لهاشم بن عبد مناف، بينما كانت الساحة تتهيأ لفرز فكرة الوحدة، عبر سريان العقيدة الحنفية وانتشارها، بحيث ساهمت في تحطيم العصبية القبلية لسلف كل قبيلة، وأعادت صهر الجميع بإعادتهم معا لسلف واحد مشترك هو إسماعيل بن إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - كما ساهمت في القضاء على التشرذم القبلي، الذي كان يتأسس على تعصب كل قبيلة لنسبها وسلفها الذي هو ربها دون أرباب القبائل الأخرى. وذلك بالعودة إلى إله واحد هو سيد الجميع، ومن هنا تهيأت الجزيرة لقبول فكرة الوحدة السياسية، عندما تهيأت لقبول فكرة السلف المشترك والإله الواحد، ومن هنا يكون توحيد الأرباب في إله واحد قد جاء عند الرواد الحنفيين كناتج طبيعي لهدير الواقع بذات السبيل، لكنه يسبق الواقع؛ لأن الفكرة تسبق الحدوث والتحقيق. وعليه فقد كان قبول الأرباب القبلية الانضواء تحت سيادة إله واحد، مقدمة نظرية، تترك الباب مفتوحا للقبيلة التي يمكنها تحقيق الأمل، كما كان يعني التوطئة المنطقية لقبول ما حدث في عالم السماء «عالم الفكرة» ليحدث في عالم الأرض «عالم الواقع» وقد حتمت الظروف وتضافرت الأحداث بحيث صبت الأقدار في يد قريش، وفي البيت الهاشمي الذي أخذ على عاتقه تحقيق هذه الأمر العظيم، والذي ترافق وتزامن مع تواصل الأرض والسماء وتطابق الفكرة مع حاجة الواقع وضروراته، ومع هبوط الوحي الذي تهيأت له الأسباب فمهدت له أرض الواقع، بحكمة لا تخضع لمؤامرات في التاريخ، ولا لرغبة قبيلة، ولا لإرادة عبد المطلب أو غيره من أفراد ، إنما تضافرت له الأسباب التي تراكمت عبر فترة زمنية حتى نضجت لفرز واستقبال الإسلام تحديدا، فهل شرحنا وأوفينا؟ ويا أبا العزائم لا بأس إن شددت من عزائمك بمزيد من المثابرة على الاطلاع والتحصيل، ففيهما فضل آخر إضافة لفضل الأذكار والمواجيد، ويا أبا العزائم نظرة، ولكن في الكتب!

ما بين «القمني» وهذا المترجم!1

يسجل مترجم هذا الكتاب الطبيب د. رفعت السيد واقعة مرة المذاق في مقدمة ترجمته لكتاب «عصور في فوضى، من الخروج إلى الملك أخناتون» لمؤلفه عالم الطبيعة اليهودي الروسي «إيمانويل فلايكوفسكي»، والواقعة نسبها المترجم بما نصه: «ثم التقيت بالدكتور سيد محمود القمني عام 1992م، وكنت أكن له من خلال كتاباته كل تقدير نظرا لرؤيته المتميزة لبعض جوانب التراث الشعبي الديني في الشرق العربي ومدلولاته التاريخية، وحين طلب استعارة المخطوطة المترجمة للاطلاع عليها نظرا لما ترامى إلى سمعه عنها وتشوقه لقراءتها لاستخلاص ما يمكن استخلاصه منها في إعداد مادة كتابه الذي كان مشتغلا فيه في ذلك الوقت، وهو كتاب «النبي إبراهيم والتاريخ المجهول»، لم أتوان عن إعارته المخطوطة مع وعد منه بعدم نشر أية أجزاء منها. ولم تكد تمر بضعة أسابيع حتى فوجئت بالفصل الأول منشورا على هيئة مقالات أسبوعية في جريدة «مصر الفتاة» مع تعليقات وحواش، والمقالات تحمل اسم د. سيد القمني. وهالني أن ينكث عالم جليل مثله بوعود كان قد قطعها على نفسه، وبذلت كل جهد ممكن لوقف النشر، ولم أنجح في ذلك إلا بعد أن كان الفصل الأول قد نشر بأكمله، وغني عن البيان أنه قد جمع تلك المقالات بعد ذلك مع بعض الإضافات في كتاب آخر أصدره باسم: «إسرائيل: التوراة، التاريخ، التضليل».»

والكتاب الذي وردت فيه هذه الواقعة صدر عن دار سينا للنشر هذا العام في شهوره الأخيرة، ومعنى ما ورد أن المترجم يوجه اتهاما صريحا إلى د. سيد القمني بأنه لم ينكث بوعوده له فقط! بل ونشر الفصل الأول من المخطوطة المترجمة مقالات باسمه دون نسبتها إلى المترجم! الذي سعى بالطبع إلى وقف النشر فتم له ما أراد بعد لأي!

ولولا أن هذا قد أصبح منشورا ما كنا تعرضنا له هنا بالتعليق، كما أننا لا نملك تأكيد ما ورد أو نفيه، والحقيقة فيه عند د. سيد القمني، لكننا نسعى لجلاء هذا الأمر، لاسيما وأن المسألة تخص باحثا كبيرا وكاتبا ومفكرا مبدعا وصاحب اجتهاد متميز وملحوظ فيما يختص بالدراسات التراثية العربية والإسلامية، والصلة نراها منعقدة بين المترجم ومخطوطته وبين د. سيد القمني. ليس فيما كتبه المترجم فقط، بل وفي كتاب د. سيد القمني «إسرائيل: التوراة، التاريخ، التضليل» الذي ذكر المترجم أنه يحوي تلك المقالات التي نشرها د. القمني في جريدة «مصر الفتاة» محتوى الفصل الأول من مخطوطة المترجم! والكتاب نشرته «دار كنعان» للدراسات والنشر ومقرها دمشق، وطبعت منه ألف نسخة في طبعته الأولى عام 1994م، ونلاحظ في هذا الكتاب أن المترجم صاحب المخطوطة يرد ذكره في صفحة رقم 97 بعنوان «التأسيس» في الهامش أسفل الصفحة هكذا «إيمانويل فليكوفسكي: عصور في فوضى عن ترجمة مخطوطة قام بها الطبيب د. رفعت السيد»، وفي حين أن هذه الصفحة بداية لفصل طويل موضوعه كله مناقشة د. القمني لوجهات نظر «فليكوفسكي» في الكتاب الأصلي «عصور في فوضى» من خلال المخطوطة المترجمة، فإننا لا نجد بعد ذلك أية إشارة إلى المترجم ومخطوطته إلا هذه المرة الوحيدة! حتى في ثبت المراجع واستشهادات البحث الواردة في آخر الكتاب لا يرد ذكر المترجم ولا مخطوطته! مع أن د. القمني نراه يورد في هوامش بعض الصفحات المراجع وأصحابها ويعود إلى ذكرها مرة أخرى في ثبت المراجع واستشهادات البحث آخر الكتاب! وفي نص إهداء «فليكوفسكي» كتابه لأبيه، يلتزم د. القمني بترجمة د. رفعت السيد بالنص! وفي كثير من المواضع يفعل نفس الشيء مع إضافات وتعليقات بالطبع، وكان هذا ما طالعناه من أوراق المسألة هنا وهناك، ونثيره بكل الحرص على ألا يظل اتهام المترجم للدكتور القمني معلقا في ثنايا صفحات كتابه الصادر مؤخرا ودون جلاء لحقيقة يملكها المترجم ود. القمني وحدهما فقط.

Bilinmeyen sayfa