Zamanın Efendisi: Kitap ve Dosya Davası
رب الزمان: الكتاب وملف القضية
Türler
فرعون، فصنع إبرام خيرا بسببها، وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال» (سفر التكوين، 21).
وهكذا نجد البداية لا تبشر بخير، مع هذا الادعاء بالنقاء الجنسي على مر العصور. ولسنا هنا في مقام الدفاع عن نبي جليل، لكن المتابع للأسفار يجد النبي «إرميا» ينوح على تفشي الزنا بين بنات مملكتي يهوذا وإسرائيل، ويقول: «هل رأيت ما فعلت العاصية إسرائيل، انطلقت إلى كل جبل عال وإلى كل شجرة خضراء، وزنت هناك، ولم تخف الخائنة يهوذا أختها، ولم تخف الخائنة يهوذا أختها، بل مضت وزنت هي أيضا» (سفر إرميا، 30). «وصهلوا كل واحد على امرأة صاحبة» (إرميا، 50). بل إن الرب يهوه أخذ ينادي نساء شعبه المختار: «أرفع ذيلك على وجهك فيرى خزيك، فسقك وصهيلك، ورذالة زناك على الآكام، في الحقل رأيت مكرهاتك، ويل لك أورشليم، لا تطهرين حتى متى؟» (إرميا، 13) ثم ينادي مملكة يهوذا: «زنيت على اسمك وسكبت زناك على كل عابر، وصنعت لنفسك مرتفعات موشاة وزنيت عليها، وصنعت لنفسك صور ذكور وزنيت بها، وفرجت رجليك لكل عابر، وأكثر زناك، وزنيت مع جيرانك بني مصر الغلاظ اللحم الذين منيهم كمني الحمير، وزدت في زناك لإغاظتي، وأسلمتك لمرام مبغضاتك بنات الفلسطينيين، اللائي يخجلن من طريقك الرذيلة، أعطيت كل محبيك هداياك ورشيتهم ليأتوك من كل جانب للزنا بك، وصار فيك عكس عادة النساء في زناك؛ إذ لم يزن وراءك، بل أنت تعطين أجرة، ولا أجرة تعطى لك، فصرت بالعكس» (سفر حزقيال، 16).
وهذا قليل من كثير. وربما كان شبق بنات صهيون، الذي كان يدفعهن إلى الصهيل عند الوصال «بتعبير الكتاب المقدس»، وإلى صناعة ذكور صناعية لمزيد من الإشباع، ودفع الأجور للرجال، وهو الذي دفع دولة إسرائيل الحالية، إلى وضع قانون لا يعتبر الفرد بموجبه يهوديا، إلا إذا كانت أمه يهودية، ومن ثم أصبح النسب اليهودي للأم لا للأب. ولو طبقنا ذلك القانون على «داود» مؤسس المملكة التوراتية القديمة، وعلى ولده «سليمان» أشهر ملوكهم، فسنجد الأول حفيدا لامرأة تدعى «راعوث» لم تكن من بني إسرائيل جنسا ولا تدين باليهودية. بل كانت موآبية، أما سليمان فقد رزق به أبوه «داود» من امرأة حيثية، لا يهودية ولا إسرائيلية، وطبقا للقانون، فإن كليهما ليس يهوديا ولا إسرائيليا، وإنما فلسطينيان، لأن الأمهات فلسطينيات.
الجانب الحقوقي
أما المغالطة الكبرى في كلمة السيد شامير فكانت في قوله إن الزعم بأن أرض إسرائيل أرض عربية مجرد ادعاء، فينتقل الخطاب إلى المحور التاريخي، أو «الحقوقي الديني التاريخي معا»، ليقول دون أن يرف له جفن: «إننا الشعب الوحيد الذي ظل على أرض إسرائيل بدون توقف لمدة أربعة آلاف عام متصلة، ونحن الشعب الوحيد الذي كانت أورشليم عاصمته، ونحن الشعب الوحيد الذي توجد أماكنه المقدسة فقط في أرض إسرائيل.» ورغم ما في مقولة الأربع آلاف سنة من مغالطة تاريخية صارخة، ولا تمت للأمانة بصلة، ولأننا هنا في مقام قراءة طبيعة الخطاب وليس الرد بالوثائق، فإن الخطاب يريد أن يقول للجماهير ببساطة: إن بني إسرائيل «متطابقا معهم يهود اليوم» كانوا أصحاب أرض فلسطين من أقدم العصور التاريخية.
وما دام الرجل يتحدث كمؤمن صادق الإيمان، حريص على عقيدته ومحارم دينه. صادق العلاقة بتوراته إلى الحد الذي دفعه إلى ترك المؤتمرين في مدريد، ليقضي عطلة السبت متهجدا مع بني جلدته، فلا مشاحة في أن اختبار صدق الخطاب بالمطابقة مع الكتاب المقدس، يمكن أن يضع طبيعة ذلك الخطاب على محك المصداقية من عدمها.
وبالعودة إلى الكتاب المقدس نجده يحكي لنا أن إبراهيم أرومة اليهود، وأول رجل ذا شأن في تاريخهم، لم يكن فلسطينيا ، إنما جاء فلسطين غريبا من بلد بعيد يدعى «أور الكلدانيين» في رحلة استغرقت خمسة عشر عاما. وعندما وصل فلسطين مع عائلته الصغيرة، يقول الكتاب المقدس: «كان الكنعانيون حينئذ في الأرض» (سفر التكوين، 12)، وإن إبراهيم قد هبط ضيفا على ملك مدينة جرار المدعو أبيمالك، ويصف المقدس تلك الأرض بأنها «أرض الفلسطينيين» (تكوين، 21)، وإن أبيمالك كان «مالك الفلسطينيين» (تكوين، 26)، وعندما قتل أبناء يعقوب حفيد إبراهيم بعض الفلسطينيين بعد حالة زنى مع شقيقتهم، قال لهم يعقوب المعروف باسم إسرائيل «كدرتماني بتكريهكما إياي عند سكان الأرض الكنعانيين، وأنا نفر قليل» (تكوين، 34). وعليه لو سلمنا للرجل الحريص على محارم دينه يوم سبته بأن الآباء التوراتيين الأوائل كانوا في فلسطين منذ أربعة آلاف عام، فإن مقدسه يؤكد أنهم دخلوها ضيوفا قليلي العدد على أهلها الكنعانيين «الفلسطينيين» بل كانت فلسطين عندما وصولها ممالك ذات حضارة ونظام اجتماعي وسياسي، أما مهجر الأب الأول إبراهيم، وموطنه الأصلي، فقد أثبتنا أنه لا يقع ضمن المنطقة بكاملها وعلى الإطلاق، وإنما يقع في جبال أرارات بأرمينيا، وذلك في كتابنا «النبي إبراهيم والتاريخ المجهول»، وقدمنا بسبيل ذلك مجموعة من القرائن والبراهين، التي ستظل صادقة حتى تجد من يرد عليها ويدحضها بأدلة أقوى وقرائن تثقل كفتها، وحتى الآن لم يحدث ذلك، ولا نظنه بحادث في المستقبل المنظور.
يهود فلسطين
وإعمالا لما قلناه، فإن طبيعة الخطاب الصهيوني كما هو واضح جلي، طبيعة قبلية، لا ترى قبيلة غير قبيلتها، ولا تراثا مقبولا غير تراثها، ولا دينا صحيحا غير دينها، ولا صدقا إلا في توراتها، وكأن تراث الآخرين غير موجود لشعوب عديدة عاشت في فلسطين، كان لها مقومات الشعب والعنصر والدين والحضارة والنظام الاجتماعي والسياسي، قبل قيام مملكة داود بأكثر من ألفي عام.
ولمجرد التذكرة، ومنعا للإطالة، يكفينا ذكر أن الملك «داود» المؤسس الحقيقي لدولة إسرائيل التوراتية، حوالي 1000 قبل الميلاد، أقام دولته مستفيدا من توازن القوى بين القوتين العظميين حينذاك «مصر والرافدين»، فكون جيشا من أهل الأرض الفلسطينيين، وأقام لونا من الائتلاف ووحد القبائل في وحدة سياسية ، وصهر الممالك الصغيرة معا، بل كان حراس «داود» أيضا من الفلسطينيين، كذلك قائد جيشه، وسواء هو أو ابنه «سليمان»، فقد أقاما الدولة على أساس تعدد القوميات، ولم تقم أبدا كدولة ذات جنس واحد ودين واحد، والكتاب المقدس شاهد بذلك، وحتى لو أغفلنا كل ما سبق، وسلمنا للخطاب الصهيوني بالصدق التام، فإن مسألة جمع روس وألمان وبلغار وأمريكان وأحباش ... إلخ من مواطنهم، للإقامة في فلسطين بالحق التاريخي، لمجرد أنهم يهود، يجعل الأمر مزحة بشعة، ستظل وصمة، وربما بصقة في جبين هذا العصر إلى ما يشاء الله، لأنه بمقارنة شديدة البساطة، سنجد أن الحقوق التاريخية للهنود الحمر في أمريكا، أوضح من ادعاءات الخطاب الصهيوني في فلسطين؛ لأن الهنود لم يكونوا أول من استوطن أمريكا منذ فجر التاريخ، بل كانوا الشعب الوحيد فيها.
Bilinmeyen sayfa