Devrimin Efendisi: Osiris ve Antik Mısır'da Ölümsüzlük İnancı
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
Türler
لماذا البحث في عقيدة الخلود بالذات؟
يقول الكاتب الإسباني «ميجل دي أونامونو
Migel De Unamuno »: «كنت أتحدث إلى فلاح ذات يوم، واقترحت عليه وجود إله يحكم في الأرض وفي السماء، كما افترضت عليه أيضا عدم وجود عالم آخر، وأنه لن يكون بعث ولا نشور بالمعنى التقليدي المعروف، فأجابني الفلاح قائلا: وما فائدة وجود الله إذا؟!»
7
وتوضح هذه الفقرة معاني عقائدية، لا تقتصر على المستوى البسيط لهذا الفلاح، بل تتجاوزه إلى أكبر العقول ثقافة، وإلى عمق الجذور التي تقوم عليها عقائد كثيرة، ولعل أهم هذه المعاني:
الارتباط المتكامل بين العقيدتين الإلهية والأخروية، ارتباطا يصعب فصمه، مما يجعل البحث في إحداهما مستقلا عن الأخرى في ديانة ما، مسألة شائكة ومعقدة وصعبة إلى حد كبير.
إن الأولوية لدى العقائديين، لا زالت للعالم الآخر؛ لأنه يحمل معنى الخلود، وبقياس منطقي بسيط يمكن القول: إنه لو لم يكن هناك خلود لمات الله. ولربما كان «لوثر» يقصد هذا عندما قال: إذا لم تعتقد في اليوم الآخر، ما ساوى إلهك عندي شيئا.
8
وهذا هو السبب الأول لاختيار عقيدة الخلود؛ لمعالجتها في هذا البحث.
كما أن العالم الآخر عالم غيبي، لا دليل عليه سوى ما ورد عنه في بعض السطور في بعض الصحائف المقدسة، دون بعضها في ديانات أخرى، فأصبح موضوعا مختلفا عليه، وعلى ماهيته ومواصفاته، بل وعلى وجوده أصلا، بين الغيبيين أنفسهم، مما يجعله موضوع تصديق وتكذيب؛ ليستمر قلقا بين الوجود والعدم. هذا رغم ارتباطه ارتباطا وثيقا، بالسلوك الخلقي والشخصي والاجتماعي للإنسان، حتى إن بعض الديانات الحية كالمسيحية والإسلام، ترى أن عدم الإيمان بالحياة الأخرى، معناه الانهيار الكامل للنظام الأخلاقي الدنيوي برمته، بل وانهيار الإيمان بالله ذاته.
Bilinmeyen sayfa