Devrimin Efendisi: Osiris ve Antik Mısır'da Ölümsüzlük İnancı
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
Türler
وإذا كان هذا هو رأي علماء المصريات؛ فقد بات واضحا من البداية أن عوائق الدراسة في تلك الديانة القديمة كانت جمة وكثيرة، خاصة إذا علمنا أن عقيدة الخلود - موضوع البحث - هي أساس هذه الديانة، والقاسم المشترك بين عقائدها المختلفة المتضاربة، فنالها من التضارب نصيب أوفى وأكبر من نصيب أي عقيدة أخرى في هذه الديانة؛ لأنها حملت من أصناف هذا التضارب أنواعا تتعدد بتعدد العقائد التي شاركت فيها. ولم تكمن العوائق فقط في هذا التناقض والتضارب داخل ديانة مصر القديمة، بل أيضا في دخول عقائدها مراحل تطورية ليس لها سنة ولا قانون؛ فقد كانت طورا إلى الأمام وطورا إلى الخلف، فطورا ارتبط هذا التطور منطقيا مع عهده وعصره، ومع التسلسل التاريخي العام لحضارة مصر الطويلة، وأطوارا خرج هذا الارتباط عن كل حدود الفهم والمنطق تماما !
وكان لخيال الكهان في العصور الفرعونية المتوالية دور أنكى وأمر، بما أضافوه من أمور شتى متتالية، لتتراكم فوق بعضها البعض، مضافا إلى كل هذا تواجد بعض العقائد المتعارضة داخل النص الواحد، مما جعل الفصل بين الرأي والآخر، أمرا غاية في الصعوبة. زد على ذلك بعض الأساطير المقدسة التي دخلت خليطا بين نصوص هذه العقائد بروايات مختلفة، اختلفت باختلاف آراء كاتبيها وأمزجتهم، وحسب الظروف والملابسات التي أحاطت بزمن كتابتها، فكان أن كتبت الأسطورة الواحدة مرات متتالية متفرقة عبر قرون طويلة، فإذا بها بعد جمعها قد اختلفت في أحداثها، وتضارب أولها مع آخرها، بل إن بعض كتاب هذه العهود كان يضع لما يكتب تاريخا مغايرا لتاريخ عصره الحقيقي؛ بقصد رفع قيمة ما كتب، أو لإعطاء كتاباته هالة قدسية؛ تحقيقا لأغراض خاصة، متداخلا مع كل هذه المتراكمات، ووسط هذا الازدحام - باستمرار وإصرار - أورادا سحرية بلا معنى ولا رابط ولا زمام، جعلت التفرقة بين ما هو حقيقة، وبين ما هو من سحر الخيال مسألة تحتاج إلى سحر معاصر لفك طلاسمها، مما جعل تعبير برستد
Breasted
بأن حل هذا كله من ضروب المستحيل، تعبيرا غير مبالغ فيه.
وقد أدى ذلك بدوره إلى تناقض ما وصل إليه علماء المصريات مع بعضهم البعض في تفسير النص الواحد أو الحدث الواحد، أو في نسبة هذا النص أو الحدث التاريخي إلى زمنه الصحيح - تبعا لتناقض موضوع بحثهم ذاته - كما كانت تفسيراتهم في بعض الأحايين متضاربة، بل واختلفوا أحيانا حول مراحل بكاملها من مراحل هذا التاريخ العتيد! بل إن محاولة وضع هذه الأمور في نصابها، قد دفع الباحث إلى بحث مسائل لم تكن من قبل في عداد المشاكل، وبالتالي خلق مشاكل جديدة تحتاج إلى حل، خلقا أجبرته عليه خطته، وإصراره على الوصول بالأمور إلى وضعها الأقرب إلى الصحة؛ كمشكلة الإله أوزير التي واجهته لدى قراءته في أوليات المصادر، ذلك الإله الذي كان قاضيا للحساب في عقيدتين تنافرتا كل التنافر؛ نتيجة حتمية لتنافر المصالح الطبقية، فقد كانت أولهما عقيدة الملكية الرسمية ، والثانية عقيدة الشعب الجماهيرية.
4
والهدف من هذه الدراسة هو في حقيقته مجموعة من الأهداف، هي:
أولا:
تنقية عقيدة الخلود الفرعونية من علائقها بالمعتقدات الأخرى التي تشابكت معها؛ حتى يمكن دراستها مستقلة منذ مناشئها البدائية الأولى، وعبر مراحلها التطورية؛ حتى يمكن تكوين تصور أوضح عن الخلود الفرعوني، مع محاولة التفسير والتعليل، وفهم الأسباب والنتائج، عندما يستدعي المقام ذلك.
ثانيا:
Bilinmeyen sayfa