ولقي غلام أعرابيا فارا من القتال فقال له: كيف تفر يا عم من لقاء العدو؟ قال: يا بن أخي، كيف يكونون لي عدوا وما أعرفهم ولا يعرفونني؟
وعير آخر الفرار فقال: لأن يقال: فر لعنه الله، خير من أن يقال: قتل رحمه الله!
وكان أبو حية النميري من أجبن الناس وأكذبهم، وكان له سيف يسميه «لعاب المنية» ليس بينه وبين الخشب فرق، روى بعضهم أن جارا لأبي حية حدثه فقال:
دخل ليلة إلى بيته كلب فظنه لصا، فأشرقت عليه وقد انتضى سيفه «لعاب المنية» وهو واقف في وسط الدار، وهو يقول: أيها المغتر بنا المجترئ علينا بئس والله ما اخترت لنفسك، خير قليل وسيف صقيل، لعاب المنية الذي سمعت به مشهورة ضربته لا تخاف نبوته، أخرج بالعفو عنك قبل أن أدخل بالعقوبة عليك، إني أدع قيسا إليك لا تقم لها! وما قيس؟ تملأ والله الفضاء لفضاء خيلا ورجلا، سبحان الله! ما أكثرها وأطيبها! فبينما هو كذلك إذا الكلب قد خرج، فقال: الحمد لله الذي مسخك كلبا، وكفاني حربا!
في الغزل
ومن أجود ما أوصف صور الحرب إلى الشعراء في باب الغزل ما قال المتنبي:
يا بنت معتنق الفوارس في الوغى
لأبوك ثم أبر منك وأرحم!
وقال ابن هانئ الأندلسي:
لفتات لحظك أم سيوف أبيك
Bilinmeyen sayfa