Qur'ānists: Origins - Beliefs - Evidence
القرآنيون، نشأهم - عقائدهم - أدلتهم
Yayıncı
دار القبس
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
Yayın Yeri
دمشق
Türler
المبحث الأول: البذور الأولى:
لم يخلُ عصرٌ مِمّن تفيهَقَ وتحذلَقَ بالنّكير على أحاديثِ النبيِّ ﷺ، وإنّ هذه السَّوأةَ عُرِفَت من صدرِ الإسلام الأول؛ حيثُ وُجِدَ أشخاصٌ متفرّقون اعترضوا على مرويّاتٍ بلغتهم، وأحكامٍ نبويةٍ وصلتهم، وتصدّوا لها بعقل يزعمونَه، ومنطقٍ يدّعونَه.
فها هي أم المؤمنين عائشةُ ﵂ تسألها امرأةٌ: أتجزي إحدانا صلاتَها إذا طهُرت؟ فقالت: أحرورية أنت؟ كنا نحيض مع النبي ﷺ فلا يأمرنا به، أو قالت: فلا نفعله (١).
وفي واقعةٍ أخرى وردَ أنّ سيدنا عمرانَ بن حصين ﵁ (٢) قال له رجل: يا أبا نجيد، إنكم لتحدثوننا بأحاديث ما نجد لها أصلًا في القرآن.
فغضب عمرانُ وقال للرجل: أوجدتُم في كلِّ أربعين درهمًا درهم، ومن كلّ كذا وكذا شاة شاة، ومن كل كذا وكذا بعيرًا كذا وكذا، أوجدتُم هذا في القرآن؟ قال لا.
قال: فعن من أخذتُم هذا؟ أخذتُموه عنّا، وأخذناه عن نبي الله ﷺ، وذكر أشياء نحو هذا (٣).
وفي روايةٍ أنّ عمرانَ ﵁ ذكر الشفاعة، فقال رجل من القوم: يا أبا نجيد، إنكم تحدثوننا بأحاديثَ لم نجد لها أصلًا في القرآن، فغضب عمرانُ ﵁ وقال للرجل: قرأت القرآن؟ قال: نعم.
_________
(١) أخرجه البخاري في «صحيحه» - واللفظ له - برقم (٣٢١).
وأخرجه مسلم في «صحيحه» برقم (٧٦١)، وأخرجه أحمد في مواضعَ من «مسنده» أولها برقم (٢٤٠٣٦).
(٢) عمران بن حصين الخزاعي من أهل العلم من الصحابة. أسلم عام خيبر (سنة ٧ هـ)، وكانت معه راية خزاعة يوم فتح مكة. بعثه عمر إلى أهل البصرة ليفقههم، وتوفي بها سنة (٥٢ هـ).
يُنظَر لترجمته: «معرفة الصحابة» لأبي نعيم ٤/ ٢١٠٨ الترجمة (٢٢٠٤)، «الإصابة في تمييز الصحابة» ٥/ ٢٦ - ٢٧ الترجمة (٦٠٠٥).
(٣) أخرجه أبو داود في «سننه» برقم (١٥٦١)، وأخرجه الحاكم في «المستدرك» برقم (٣٧٢) باختلاف.
1 / 21