223

Quenching the Thirst with the Sessions of the Branches of Faith

ري الظمآن بمجالس شعب الإيمان

Yayıncı

مكتبة دروس الدار

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٤٤ هـ - ٢٠٢٢ م

Yayın Yeri

الشارقة - الإمارات

Türler

توجيه بعض الآيات المشكلة في باب العصمة: آية سورة الشورى: وفي هذا الباب قد يذكر بعض الناس قول الله: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ﴾ [الشورى: ٥٢] ما معنى هذه الآية؟ لمَّا قال الله لنبيه: ﴿مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ﴾ فهل يعني ذلك أن النبي ﷺ كان قبل بعثته على غير هدى؟ والجواب: أن معنى هذه الآية كما يقول الشوكاني ﵀: أنه كان ﷺ لا يعرف تفاصيل الشرائع، ولا يهتدي إلى معالمها، وخصَّ الإيمان؛ لأنه رأسها وأساسها (^١). فلما قال الله: ﴿مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ﴾ يعني ما كنت تدري تفاصيل الشريعة حتى بعثك الله -جل وعلا- بها. آية سورة يوسف: وكذلك قوله تعالى في سورة يوسف: ﴿وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (٣)﴾ ليس المقصود الغفلة التي هي الكفر والشرك ونحو ذلك، وإنما المقصود بذلك أنه ما كان يعرف قصة يوسف ﵊ حتى أنبأه الله -جل وعلا- بها. آية سورة الضحى: وكذلك قول الله -جل وعلا- في سورة الضحى: ﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (٧)﴾ ما معنى كلمة ضالًّا هنا؟ ليس المقصود بها الضلال الذي هو ضد الهدى، وإنما فسَّرها العلماء هنا بأنه كان لا يعرف الوحي، ولا يعرف الشريعة بمعنى: وجدك الله -جل وعلا- في قوم على ضلالة، فهداهم الله -جل وعلا- بك كما ذكر ذلك بعض أهل التفسير. وقال بعضهم: أي: لم تكن تدري ما القرآن والشرائع، فهداك الله إلى القرآن وشرائع الإسلام؛ فهي مثل الآية المتقدمة ﴿مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ﴾. ولهذا ذكر العلماء أن الأحاديث التي ورد فيها أن النبي ﷺ شارك المشركين في باطلهم أحاديث لا تصح (^٢). والمتقرر -كما تقدم-: أن الأنبياء والمرسلين ﵈ كانوا معصومين من الكفر والشرك قبل النبوة وبعدها.

(^١) فتح القدير (٤/ ٦٢٤). (^٢) انظر: دلائل النبوة للبيهقي (٢/ ٣٠)

2 / 74