============================================================
ومضيت فابتعتها وزدت فيها على قدرها، فلما رأيت الشهوة قد غلبتك فى ابتياع تلك الجارية، وإتلافك المال فى المغالاة فيها، خشيت أن تكون مثل تلك الشهوة قادتك إلى الشهادة لمال تأخذه، أو ميل ميله، فاحتطت لديشى، ولم أجدنى في سعة من قبول شهادتك.
قال محمد: وشهد عنده رجل من إخواته من أهل الخاصة به والتكرر عليه، يكنى بأبى اليسع ، فرد شهادته ، فبلغ الوجل ما كان منه ، فتصدى له وهو رائح إلى الجامع ماشيا، فقال له: على خاصى بك، ومحبتى لك، ترد شهادتى عندك؟ فقال له محمد بن بشير: الورع يا آبا اليسع !
الورع يا أبا اليسع1 مرتين لم يزده على ذلك .
قال محمد بن آحمد الشيانى الزاهد: سمعت محمد بن وضاح، يقول : أخبرنى من كان يرى محمد بن بشير القاضى داخلا على باب المسجد الجامع يوم جمعة وعليه رداء معصفر، وفى رجليه حذاء يصر(1)، وعليه جمة مفرقه، ثم يقوم فيخطب ويقضى، وهو فى هذا الزى، وإذا رام أحد من دينه شيئا وجده أبعد من الثريا.
قال محمد: وبما يحكيه الناس، ويدور على ألسنتهم من آخبار محمد بن بشير : أنه أتاه رجل لايعرفه، فلما نظر إلى زى الحداثة من الجمة المفرقه، والرداء المعصفر، وظهور الكحل، والسواك، وأثر الحناء فى يديه، لم يتوسم فيه(2) القضاء، فقال لبعض من يجلس إليه : دلونى ر) ب: بصوت (2) الأصول : " عليه" والوجه ما أثبتنا
Sayfa 79