229

Kurtuba Hâkimi

Türler

============================================================

قال آحمد بن عبادة : فقلت فى نفسى : أتراه يجعانى نظيرا لهذا الجالس فيشدنا جميعا على شىء يحكم به؟

قال : فرفع رآسه إلى الطالب ، فقال له : إنى أعرف انقباض أبى عمر عن هذه الشهادات ، ولكن أدخل إلى فلانا أشهده مع أبى فلان ، وأمر بإدخال رجل من شاكلة الرجل الجالس: قال محمد: وكان شأن أحمد بن بق، فيما يتخاصم عنده فيه، أن ينفذ الظاهر البين من الأمور، ويستعمل الأناة والتؤدة فيما التبس عليه، وكان عنده فيه شك، حتى تظهر له الحقيقة، أو يصير المتخاصمان إلى التصالح والتراضى: قال لى عبد الرحمن بن أحمد بن يقى : أتى رجل إلى أمير المزمنين = أعزه الله - ذكرك فى مجلسه بلين الجانب ، والتطويل فى الأحكام، فقال : أعوذ بالله من لين يؤدى إلى ضعف، ومن شدة تبلغ إلى عنف .

ثم جعل يذكر فساد الزمان، واختيال الفجار، ومايحدث من الآمور المشتبهة التى لاتتبين له حقيقتها ، ولا يكشف له وجهها، ثم قال : قد اشتبه على عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - خصومة قوم طال نظره فيها ، فكره أن يحكم مع الاشتباه، فأمرهم بابتداء الخصومة من أولها.

قال محمد : وذكر لى بعض أهل العلم، قال: اختصم إلى أحمد بن بقى رجلان، فنظر إلى أحدهما يحسن ما يقول ونظار إلى الآخر لايدرى مايقول، ورآه تتوسم فيه ملازمة الحق، 1

Sayfa 229