============================================================
رجل من العدول، يعرف بابن عمار، كان يختلف إلى مجلس القاضى ويليزمه، ولايقوم عنه إلا بقيامه، وكانت لابن عمار بغلة *هزيلة تلوك لجامها طول النهار على باب المسجد، قد أنضاها(1) الجهد، وغيرها الجوع، فتقدمت امرأةآ إلى القاضى، فقالت له بالعجمية : ياقاضى، انظر لشقيتك هذه، فقال لها بالعجمية: لست آنت شقيتى، إنما شقيى بفلة ابن عمار التى تلوك لجامها على باب المسجد طول النهار.
قال محمد ، قال محمد بن عبد الملك بن آيمن : كان بعض فقهاء البلد ، وهو فلان بن فلان، وذكر رجلا عظيم القدر، قد أخذ من رجل هدية، على حسن المعوتة، جبة خضراء، فشعر بذلك(2) خصم المهدى، فأعلم سليمان بالقص، وجعل الشيخ الفقيه، بصحة المذهب، وسلامة الضمير، يلبسها فى المحافل، فقال سليمان لخصم الرجل صاحب الجبة : إذا رأيت الشيح وعليه الجبة واق (2) عليك ، فقل : يا قاضى، ليس الشيح يكلمك إنما تكلمك الجبة التى عليه ، فإنك إذا فعلت ذلك خرجت عليك وآمرت بسجنك، فلا يلهينك ذلك عن قولك .
فنعل الخصم ما أمره به القاضى، فاستحيا الشيخ وانقلب خجلا.
قال لى احمد بن عبادة الرعيى: أخبرنى من سمع سليمان بن آسود القاضى ، وهو يقول لمؤذلى الجامع: إذا حضر وقت الصلاة فلا توخروها عن وقتها، وإن أحسستم أنى زلت عند باب الصومعة فلا تنتظرونى . وأقبموا الصلاة وصلوا.
(1) أنضاها : اكدها وهزلها (2) الأصول: "لذلك"، والمعتى به يختلف، يقال: شعر له، اذا قال شعرا وشعر به اذا أحس (2) الأصول: " وأقتى* ويبدي أنها محرفة عما أتبتنا
Sayfa 167