قالت: وممَّ تستغفرني أيها الحبيب؟
قال: لقد كان حبي وبالًا عليك. لقد كانت حياتك ساجية كليل الطائف، فملأها حبي زمهريرًا وبرقًا ورعدًا. لقد كانت مثل اللجّة الهادئة، فهاجت فيها الأمواج. لقد أورثتك الألم، والألم حصاد الحبّ، فهل تغفرين لي؟
قالت: أي ألم يا حبيب؟ أنا سعيدة، سعيدة جدًا.
قال: ولكن الواجب يدعوني إلى الذهاب. بودي ألاّ أذهب وأن أبقى معك أبدًا، ولكن ماذا يصنع الإنسان - يا حبيبتي - إذا حكم القدر؟ أتحبين أن يقال إني فررت من المعركة؟
قالت: وأنا؟
قال: سأعود إليك، أحلف لك أني سأعود.
قالت: وهذا الذي في أحشائي؟
قال: ماذا، ماذا تقولين؟! أأنت حامل؟
قالت: نعم.
قال: آه ... ابني. واستطاره الفرح فأقبل يضع قبلاته من وجهها وعنقها حيث تبلغ شفتاه. قال: ليتني أبقى حتى أراه؛ ليتني أبقى. هذا ابن الحب.
قالت: ابقَ، ابقَ، أتوسل إليك، ماذا تخشى؟
قال: أخشى العار؛ إنها سبّة الدهر، فدعيني أذهب. سأعود