310

قصص من التاريخ

قصص من التاريخ

Yayıncı

دار المنارة للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

العاشرة

Yayın Yılı

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٧ م

Yayın Yeri

جدة - المملكة العربية السعودية

Türler

وكان يعرفه، ومن لا يعرف يحيى بن معين؟ فوقف ساعة، ثم لمح فرجة قد انفرجت فقام فيها، وكان الشيخ يكشف عن الرجال (١) فيقوّي ويضعف ويزكّي ويجرح، فقال: يا أبا زكريا، رحمك الله. رجل غريب نائي الديار، أردت السؤال، فلا تستخفني.
فقال الشيخ: قُلْ.
فجعل يسأل عن بعض من لقي من أهل الحديث (وكان قد لقي منهم خلقًا كثيرًا) فبعضًا زكّى الشيخ وبعضًا جرّح. فسأله عن هشام بن عمار (وكان قد أكثر الأخذ عنه)، فقال الشيخ: أبو الوليد هشام بن عمار صاحب صلاة دمشق، ثقة وفوق الثقة، لو كان تحت ردائه كبر ما ضره شيئًا لخيره وفضله.
فتصايح أهل الحلقة: حسبك يرحمك الله، حسبك! غيرك له سؤال.
فقال وهو واقف على قدم: أكشفك عن رجل واحد؛ أحمد بن حنبل؟
فما قالها حتى جمد الناس وعلت الشيخ كآبة، ونظر إليه متعجبًا كأنه يقول له: أعن أحمد يسأل أحد؟ وهل تجرؤ على ذكره؟ وكأن الشيخ قد خالطه شيء من الجزع، ثم غلب عليه إيمانه فلم يعد يبالي السلطان وغضبه وقال للسائل: من أين أنت أيها الرجل؟ نحن نكشف عن أحمد بن حنبل؟

(١) أي رجال الحديث.

1 / 318