279

قصص من التاريخ

قصص من التاريخ

Yayıncı

دار المنارة للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

العاشرة

Yayın Yılı

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٧ م

Yayın Yeri

جدة - المملكة العربية السعودية

Türler

الذاكرين، أو مستند إلى أسطوانة من الأساطين، أو مُحْتَبٍ تحت رواق من الأروقة يقرأ في مصحف، أو ينظر في كتاب، أو يُسبّح على أصابعه، أو يتفكر في شأن من الشؤون، أو ينتظر الصلاة فينعم بجمال المسجد ورقة النسيم، ويكون من انتظاره الصلاة كأنه في صلاة.
وكان حيال قبة زين العابدين (قبة الساعات) في شرقي المسجد رجل رث الثياب، ما عليه إلا مِزَق مردمة وخلقان بالية، يرنو بعينه إلى الناس تارة وينظر إلى المسجد أخرى، فيقرأ فيه تاريخًا جليلًا، يقرؤه في هذه القبة الباذخة، قبة النسر، وهي «من أعجب مباني الدنيا، ومن أي جهة استقبلت المدينة بدت لك قبة النسر، ذاهبة في الهواء، منيفة على جميع مباني البلد» (١) «وليس في دمشق شيء أعلى ولا أبهى منظرًا منها» (٢) ... وهذه المنارة العالية التي يسميها الناس «منارة عيسى» (لحديث جاء فيه أن عيسى ﵇ ينزل على المنارة البيضاء شرقي دمشق (٣» ويعجب من سموها وارتفاعها، وهذه المنارة الغربية التي بناها المسلمون

(١) ابن بطوطة.
(٢) ياقوت. قلت: ولا تزال إلى اليوم كما وصفاها على ما استُحدث في دمشق من بنايات عالية، فيها ما هو بست طبقات وما هو بسبع، وهي بجانب القبة كالطفل بجانب الرجل. وتحت هذه القبة يجلس المحدث الأكبر في البلد، وآخر من جلس تحتها البدر الحسني ﵀ رحمة واسعة.
(٣) ولم تكن المنارات معروفة أصلًا على عهد الرسول صلوات الله عليه.

1 / 287