İki Hikaye: Saydnaya Bayramı ve Bir Aşk Felaketi
قصتان: عيد سيدة صيدنايا وفاجعة حب
Türler
وبينما هو في جولانه إذا بفتى لا يتجاوز الثانية والعشرين من عمره، جميل الطلعة، حسن الهندام، معتدل القامة، شديد الأسر قبض على ساعده في إحدى الساحات وصاح به: «ما الذي جاء بك إلى هنا يا إبرهيم؟ إنها والله لصدفة تستحق التسجيل.» فالتفت إبرهيم ليرى من ذا الذي أمسكه، ومرت عليه بضع ثوان قبل أن تمكن من استرداد أفكاره الشاردة، ثم ظهرت عليه علائم البشر وقال: «آه، هذا أنت يا رشيد! مرحبا مرحبا، لقد جئت أنا لحضور العيد وأنت ما الذي جاء بك؟» - «وأنا أيضا جئت لحضور العيد، ولكني جئت على ميعاد، وأرجو أن يكون مواعدي قد حضر، وإني أشكر التقادير التي جمعتني بك الآن لتكون شاهدا على ما سيجري.» - «ماذا سيجري؟» وتسارعت الخواطر في دماغ إبرهيم. - «سيجري ضراب بالسيف، مبارزة حكمية أنا أحد المتنازلين فيها، ويسرني كثيرا وجودك هنا، فقد لا يكون هنا أحد غيرك صديقا وخبيرا بهذه اللعبة الخطرة.» - «من خصمك؟» - «أرجو أن ألتقي به قريبا فهل لك أن تصحبني؟» - «بطيبة خاطر، ولكن ما هذا الميعاد الغريب للمبارزة؟» - «إن لذلك حكاية لا مجال لقصها عليك الآن، وقد تأتي فرصة أخرى لذلك، هلم نصعد إلى السطح.»
فصعد الاثنان إلى أحد السطوح وجعلا يتسامران، وكان رشيد لا يغفل عن مراقبة الساحة التي تحت، وبغتة توقف وأمسك رفيقه وهزه قائلا: «انظر إلى ذلك الشاب الذي يخوض عباب الجمع هناك! هذا هو خصمي، إنه ولا شك يبحث عني فهلم بنا نلاقه.»
فنظر إبرهيم ورأى شابا ما عتم أن عرف أنه نفس الشاب الذي توعده في النهار، فبهت لهذه الصدفة المفاجئة، وتبع رفيقه وهو يتمتم لنفسه: «إنه من لاعبي الحكم
1
ويبارز في الليل على ميعاد، وأمه مريضة ولكنه لا يعبأ بها، ويوجد فتاة تتدخل من أجله وتنصحه من أجل أمه، ومع ذلك يظل على عناده.»
عندما لاقى رشيد خصمه ابتدره قائلا: «لقد كدت أتأخر عن المجيء لأسباب، وأرجو ألا يكون الميعاد قد فات.»
فأجابه ذاك وهو ينظر إلى إبرهيم متعجبا من وجوده: «لما يفت الوقت، بل لا يزال أمامنا نحو نصف ساعة يمكننا أثناءها أن ندرس المكان ونعين الحكم.»
فقال رشيد: «اسمح لي أن أقدم صديقي إبرهيم إليك فهو غير مشهور في عالم الحكم، ولكنه أبرع من انتضى سيفا.» والتفت إلى إبرهيم وقال له: «أقدم إليك السيد جرجس أحد البارعين بضرب السيف.»
فانحنى إبرهيم وانحنى الشاب ولكنهما لم يتصافحا، وسار الثلاثة يبحثون عن مكان موافق للمبارزة إلى أن اهتدوا إلى باحة صغيرة منعزلة، واقعة في القسم الخلفي من الدير، معلق في وسطها قنديل غازي نوره كاف لإنارة المكان، ثم إن جرجس قدم رجلا عارفا بأبواب الحكم ورشحه للقضاء بينه وبين خصمه، فقبله رشيد وزاد جرجس أن يكون لإبرهيم الحق في مراقبة المبارزة بما أنه ممن يحسنون الحكم، بعد ذلك افترق الخصمان فذهب جرجس مع الرجل الذي رشحه هو ليكون حكما، وانصرف رشيد برفقة إبرهيم، فقال إبرهيم: «إنها المرة الأولى في حياتي التي أرى فيها مثل هذه الألغاز.»
فأجابه رشيد: «سترى أن للألغاز لذتها، بل أنت تعلم ذلك؛ لأن حياتك كلها ألغاز بألغاز، ألم تقم مرات كثيرة بأعمال غريبة كان يعدها الناس ألغازا، ولكنك أنت كنت تعدها شيئا طبيعيا بديهيا؟ إني أقتبس من نورك وأقتفي خطاك، وأعلم أن ألغازي ليست شيئا مذكورا بالنسبة إلى ألغازك، وأرى أن ألغاز حياتك المقبلة ستكون أعظم من ألغاز حياتك الماضية.»
Bilinmeyen sayfa