İki Hikaye: Saydnaya Bayramı ve Bir Aşk Felaketi
قصتان: عيد سيدة صيدنايا وفاجعة حب
Türler
فقهقه رابع وقال: «طبعا إن خمسماية ليرة عثمانية ذهبا تستحق حبا شديدا في مثل هذه الأيام، ولا غرو إن تكن برتا مشتاقة جدا إلى العودة إليك!»
وقال خامس، وكان كل هذه المدة صامتا هادئا: «إذا كنت عشقت برتا، وكان الأمر كما تقول فلماذا لم تتزوجها؟»
فأجاب ميخائيل بحدة: «أتزوجها؟ ها، ها، اسمعوا ولماذا أتزوجها؟» - «لأنك كنت أول من استولى على قلبها، وأنت تعترف بذلك، والإنسان الشهم لا يستولي على قلب امرأة ليقذف بها إلى الحمأة.» - «قد كنت أحسبك فتى عاقلا يا فريد، فما بالك تهذي هذا الهذيان؟ أتريد مني وأنا ابن عائلة معروفة في المدينة أن أتزوج برتا الراقصة؟ نعم، إني أعترف بجريمتي؛ فقد أجرمت وانتهى الأمر، ولكن من كان مثلي ابن عائلة لا يتزوج مثلها، ولا تنس أن لي أخوات في البيت.» - «أعتقد أن وجود أخواتك سبب قوي يكفي لحملك على تزوج برتا، وما يدريك أن هذه الفتاة ليست ابنة عائلة أناخ عليها الدهر؟»
فحملق ميخائيل بعينيه كثيرا وأدار رأسه يمينا وشمالا، ثم استجمع ماله من حدة ذهن وأجاب: «أنت لا تعرف مركزي جيدا، فأنا إنما أشتغل لحسابي الخاص باسم عائلتي، فلو تزوجت برتا لنقم علي أهلي وخسرت تأييدهم المعنوي، وخسارة هذا التأييد تعني خسارة ثقة مالية بي، توازي ثلاثة آلاف عثمانية ذهبا، وفوق ذلك أعلم أن الحب غشاوة رقيقة لا تلبث أن تتخرق وتتبدد، فخير لي أن أتزوج ابنة عائلة معروفة هنا.»
فرأيت الشاب المدعو فريدا يهم بالإجابة على خطاب ميخائيل، ولكن ضجة عظيمة علت في هذه اللحظة في الزاوية التي كنت أراقبها أولا، واستلفتت أنظار الحضور ومن جملتهم ميخائيل ورفقائه، فلما وجدت الحديث قد انقطع ولم تبق لي حاجة إلى زيادة، دفعت ثمن مشروبي وخرجت، وأنا أفكر في ابن العائلة هذا، وفي أبناء العائلات الذين على شاكلته.
أما دعد فقد التقيت بها بعد أيام فإذا هي لا تزال كما عرفتها أولا: تسير في الشارع غير ملتفتة إلى أحد، ولا ملوية على شيء، تقوم بعملها بكل دقة وترتيب، إلا أنها تتجنب الاجتماعات، وإذا اتفق أن حضرت بعضها فإنها تحضرها بوجه جاف وهيئة جدية، فلم يرها أحد قط ابتسمت في اجتماع، والناس يقولون: إنه لولا عبوستها وجفاف وجهها لكانت فازت بعروس!
وأما السيد ج. وزوجه فقد علمت أنهما حنقا حنقا عظيما على دعد؛ لأنهما لم يكونا يتوقعان منها هذه الأطوار الغريبة التي خالفت نظريتهما في الحياة، وخيبت آمالهما والجهود الكبيرة التي بذلاها لحملها على قبول ميخائيل التاجر المعروف بعلا لها، ولأنها أنكرت جميلهما لاجتهادهما في إنقاذها من حب شاب موسيقي مات سريعا على أثر إصابته بحمى مطبقة!
Bilinmeyen sayfa