İki Hikaye: Saydnaya Bayramı ve Bir Aşk Felaketi
قصتان: عيد سيدة صيدنايا وفاجعة حب
Türler
Meine Laura! Nenne mit den Wirbel,
Der an Koerper Koerper maechtig reisst!
Nenne, meine Laura, mir den Zauber,
Der zum Geist gewalting zwingt den Geist!
Schiller
عيد سيدة صيدنايا
صيدنايا بلدة صغيرة بالقرب من دمشق، كل منازلها تقريبا أكواخ بالمعنى الصحيح، وليس فيها بناء كبير يستحق الذكر سوى ديرها المشهور، وهو بناء على شيء من الفخامة، مبني على ذروة تل تشرف على جميع الجهات التي حول البلدة القائمة في السفح، وليس في كل تلك الجهات موقع أجمل من موقعه - إن احتلال الأديرة أجمل مواقع البلاد لأمر بديهي عندنا؛ فالأديرة في بلادنا تقوم مقام قصور الأمراء والأشراف في البلدان الغربية - ويتألف دير صيدنايا من بناء صغير قديم جدا أضيفت أبنية جديدة إليه تدريجيا، والمعروف أن جزءا هاما منه أقامه بناءون شويريون كانوا مشهورين بالهندسة والبناء.
ليست أكواخ صيدنايا على شيء من الرواء والرونق؛ فلا شجر ولا نبات يكتنفها، ولكن في السهل المنبسط عند أسفل التل بستان كبير فيه أغراس زيتون عديدة، وأشجار جوز باسقة الأغصان وارفة الظلال، يرويه ماء نبع غزير، وتقوم فوقه هضبة لا تبعد عن التل القائم عليه الدير، في أعلاها وسفحها كروم عنب وتين قليلة، وفي سفح هذه الهضبة مغارة تسمى مغارة «أم بزاز» - ذات الأثدي، ويعتقد أهل تلك النواحي أنها مقدسة، ويعدون الحج إليها من جملة الفرائض.
أما «أم بزاز» التي أطلق اسمها على هذه المغارة فهي قديسة قديمة - هكذا يقولون - أو هي «سيدة صيدنايا»، والقرويون يتناقلون عنها حكايات غريبة تدل على قوتها العجائبية، ويوقدون لها الشموع، ويوفون نذورهم لها على مذبح محفور في جانب المغارة إلى يمين المدخل، ولا يزال هؤلاء القرويون البسطاء يستدلون على صحة حكايات القديسة وعجائبها بوجود مكان معين في قبة المغارة يرشح منه ماء؛ قطرة كل ثلاث دقائق تقريبا، يجدون في انتظام رشح الماء على الوصف المتقدم رمزا لقوة أم بزاز السحرية، ومع أن تعليل رشح الماء سهل جدا؛ نظرا لوجود الماء على الهضبة، فإن القرويين يرون في رشحه من مكان معين سرا مختصا بالسيدة أم بزاز، وهم يتبركون بقطرات الماء، حتى إنهم وضعوا تحت المكان الذي ترشح منه حجرا يقعد عليه من أراد التبرك، ويتقبل قطرة الماء على جبينه.
يؤم صيدنايا في عيد السيدة خلق كثير من أنحاء كثيرة من القطر السوري؛ من دمشق العاصمة؛ أقدم مدينة موجودة في العالم، ومن حلب وأنطاكية والإسكندرونة وحمص الغنيات بآثارهن التاريخية، ومن جبيل أو ببلوس القديمة؛ مدينة الإله أودنيس، ومن بيروت عروس المتوسط مدينة عشتروت القديمة ومنارة العلم في الشرق الأدنى قديما وحديثا، ومن صيداء وصور المدينتين الخالدتي الأثر في تاريخ المدنية والعمران، ومن حيفا ويافا والقدس منائر الجنوب، ومن قرى لبنان الجبل الجميل الفخم، وبقية البلاد شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، فيجتمع في العيد المذكور خلق كثير، لا من المسيحيين فقط بل من المحمديين أيضا؛ لأن عيد صيدنايا يتخذ صفة عيد شعبي لسكان تلك المنطقة، فيبتهج فيه الشعب على اختلاف نحله؛ الأمر الذي ينبهنا إلى الفائدة الاجتماعية الجليلة التي يجنيها الشعب السوري كله من جعل الأعياد الدينية المحمدية والمسيحية الكبرى أعيادا شعبية، يوحد فيها السرور والابتهاج عواطف جميع السوريين، ويجعلهم يشعرون بوحدتهم القومية والاجتماعية.
Bilinmeyen sayfa