71

Truva Hikayesi

قصة طروادة

Türler

ونظر الطرواديون من كوى أبراجهم، فراعهم التفاف الهيلانيين بمدينتهم وإحاطتهم بها من كل جانب وسرى الرعب في قلوبهم، ودعوا ثبورا كثيرا!

وكان يحنقهم أن باريس الذي جر عليهم كل ذلك الكرب، وكان السبب العقيم لهذه الحرب، يقر في مخدعه الوثير، يداعب هيلين المنحوسة، ويلاعبها ويساقيها كئوس الهوى وتساقيه، غير آبه لما يغص به قومه من كئوس الردى والحمام!

وخرج باريس لشأن من شئون لهوه، وعبث باطل من أغراض غرامه الدنيء، فسمع الناس يلغطون ويلمزون، ويلوكون اسمه بألسنة الهوان والتحقير، فثار ثائره، وفارت حماسته، وأقسم ليرين الجبناء من ضروب شجاعته ما تنخلع له قلوبهم، وتطير من هوله ألبابهم.

وذهب من فوره إلى أخيه هيكتور، فطلب إليه أن يرفع الراية البيضاء، ويخترق الصفوف حتى يكون في وسط الميدان، وينادي قائد القوم ليتفق معه على أن يستريح الجيشان طيلة هذا اليوم، ثم لتكون مبارزة بين باريس - على أن يمثل الطرواديين - ومنلوس - على أن يمثل الهيلانيين - فإذا فاز أحدهما بصاحبه، وأظهرته الآلهة عليه، عاد إلى قومه فرحا مسرورا!

وطرب منلوس لما اقترحه غريمه الذي كان كالساعي إلى حتفه بظلفه؛ وصمتت الأفواه وحملقت الأنظار، وتلمس كل جندي في الجيشين قلبه من شدة الخفق وثورة الوجيب، وبرز منلوس وبرز إليه باريس، ومرت الأحداث سراعا أمام عيني ملك أسبرطة، فذكر عشاق هيلين وصدود هيلين، وذكر يوم الخيرة الكبرى، يوم رضيته من دون عشاقها الكثيرين بعلا كريما لها، وذكر يوم احتفائه بباريس واحتفال أسبرطة كلها به كضيف عظيم لملكها، وذكر أن هذا الفارس الذي تزلزل من تحته الأرض إن هو إلا الغادر الختال الذي اعتدى كأحقر الجبناء على عرضه، ولطخ بوحل الفضيحة شرفه، ثم ذكر كيف فرت زوجه معه تحت جنح الليل ... ذليلة للذتها أسيرة هواها ... فثارت في قلبه زوبعة من الجنون، وتفجر في رأسه بركان من الغضب، واتقدت في عينيه جحيم بأكملها من النقمة، واندفق الدم يغلي في ساعديه، وانقض على خصمه فأوشك أن يحطمه، لولا أن هاله هذا الطيف الغريب الذي كان يحمي باريس منه، واقفا إلى جانبه، وخلفه، وأمامه، ومن فوقه، ومن كل جهة جاءه منلوس منها، يذود عنه، ويتلقى الضربات الأسبرطية فوق درعه المسرودة السابغة ذات الحلقات!

ماذا؟

آه! إنها هي! هي بعينها! هي فينوس! لقد أسرعت إلى باريس تحميه في ذلك الروع الأكبر! فلما أوشك أن يستسلم عز عليها ألا تنقذ حياته وهو هو الذي حكم لها بالتفاحة.

لقد رفعته إلى عل!

وطفق منلوس يبحث عنه ها هنا وها هنا، ولكنه لم يعثر له على أثر! لقد ذهبت به ربة الحب إلى مخدع الحب!

إلى هيلين!

Bilinmeyen sayfa