بعد ذلك أصاب الأرض سهم ذهبي ارتشق في أحد جوانبها فشقها. وعند ذلك بنى «ييما» ملجأ ليلجأ إليه النوع البشري والحيوانات الداجنة في خلال شتاء سوف يشتد برده وتعصف رياحه. أما الأستاذ مولتون فموقن بأن هذه الصورة الميثولوجية تغري الباحث كل إغراء بأن يعترف بأن فيها أثرا واضحا من أسطورة الطوفان البابلية. وكذلك تقع في الميثولوجيا الجرمانية على «شتاء مهلك»، فقد تساءل «أوديني» في إحدى قصائده المعروفة في إيسلاندا: «أي المخلوقات سوف يعيش عندما يخيم الشتاء القارس الطويل على أهل الأرض؟» •••
إلى هنا نكتفي بإيراد ما استطعنا الوقوف عليه من مادة للمقارنات بين الروايات التي تناقلتها الشعوب البشرية جيلا بعد جيل.
أما ما أردنا أن نصل إليه من بحثنا هذا فلا يتعدى استجماع مادة واسعة حول موضوع بعينه. وليس من حقنا أن نصرف القراء عن التفكير فيها برأي نبديه، ندافع عنه وننفي غيره من الآراء الكثيرة التي تحوم حول هذا الموضوع. وهذه خطة سوف نسلكها فيما سننشر من مثل هذه الأبحاث.
أما إهداؤنا هذه الرسالة إلى «أحرار الفكر»؛ فلأنهم أكثر الناس قدرة على النظر في الموضوع نظرة بعيدة عن تعصب الدين وإفراط اللاأدرية.
Bilinmeyen sayfa