Khumbaba
الذي أقامه الإله «بعل»
Bel
على حراسة شجرة «السيدر» - وهي شجرة معينة من السيدر أكثر ارتفاعا وتقديسا من بقية أشجار الغابة - لخلق في البشاعة وقبح المنظر قائما برأسه، وكان مجرد وجوده في الغابة يصيب الذين يلجونها من غير أن يروه بالضعف وانحطاط القوى. ولما يدنو منه البطلان يشكو «إيباني» ضعفا يحسه في يديه وارتخاء في ساعديه، غير أن «غلغامش» يستحثه بكلمات التشجيع.
وليلاحظ هنا أن اسم «خومبابا» من أصل «عيلامي»
Elamite ؛ نسبة إلى القبيلة المعروفة. وهذه الحقيقة قد ساقت بعض الباحثين إلى القول بأنه - المسخ - واحد مع أسرة «عيلامية» قديمة، كانت قد استقوت على مدينة «أرك» وحكمتها، وأن هذه الأسرة قد اختفت آثارها التاريخية منذ سنة 2250ق.م على أنه من الصعب - إن لم يكن من المتعذر - أن تستكشف العلاقة الواقعة بين قصص ميثولوجي، وحقيقة تاريخه محدودة الحوادث. غير أن أقصى ما يمكن الاستدلال عليه من مثل هذه الحقيقة، هو وجود نزاع أو عداء بين «عيلام» و«بابل». •••
فإذا انتقلنا إلى الأجزاء التالية من الألواح، كنا في اللوح الخامس؛ فإن البطلين وقد وصلا إلى جبل مخضوضر خصيب، يجلسان في هدوء ليلقيا بنظرة على «غابة السيدر»، ولما يلجان الغابة يحلم أحدهما أو كلاهما بمقتل «خومبابا»؛ ولذلك يقدمان إلى العراك مسرعين، غير أنه من الأسف لم يبق من اللوح تلك القطع التي تصف صورة المعركة. أما مقتل «خومبابا» فيستدل عليه من الألواح التالية.
عشتار وحبها لغلغامش
في اللوح السادس الذي يروي قصة حب عشتار «لغلغامش»، وقتل الثور المقدس، يلازم الانتصار البطلين. غير أننا في الوقت ذاته نقع على الأسباب التي تعزو إليها هذه الخرافة سر ما يلقيان من النحس وسوء الطالع، فتجد أن غلغامش بعد أن يقتل «خومبابا» ويقفل عائدا إلى «أرك» يذيع صيته ويرتفع ذكره؛ ولذا ينبذ الثياب الملطخة بالوحول المجللة بدماء فريسته، ويرتدي ثيابا لا يرتديها إلا الملوك الفاتحون، وتقع عليه عينا «عشتار» وتراه في أبهة الملك وعظمة السلطان، وزهرات الانتصار تزين جبينه وتكلل رأسه، فيلتهب قلبها حبا وتهيم به غراما، وبكلمات ملئن حرارة وعاطفة، تمت إليه أن يكون بعلها، وتعده بأنه إذا دخل منزلها - حيث يقوم في جوف غابة السيدر المظلم - فإنها سوف تفعمه بعطاياها وتبهره بهباتها، وأن قطعانه سوف تزيد، وأن خيوله وثيرانه سوف لا يكون لها نظير، وأن نهر الفرات سوف يقبل رجليه ويخضع له، وأن الملوك والأمراء سوف يخضعون له ويقدمون له الإتاوات.
غير أن «غلغامش» وكان يعرف شيئا عن تاريخ هذه الإلهة المملوءة بالشهوة المشبوبة بالعاطفة، قد رفض حبها باحتقار، وبدأ يهمس بها سرا وعلنا. ولقد ذكرها بما فعلت مع غيره ممن أحبوها من قبل، ذكرها «بتموز»
Bilinmeyen sayfa