يريدون الطعان، ولا أراني
أطاعن بينهم عند الكفاح
يرومون الوقائع في دروع
شديد البأس في يوم النطاح
فعند ذلك قالت له أمه: يا ابني، ما لك تقول في هذه الأشعار، ولا لك بهذا الكلام حاجة؟ فلما سمع كلامها بكى وأنشد يقول:
يا أماه أراك تعيريني
وأنا أرضى بميدان قريني
أنا المقداد أنا حامي الحمايا
وبيدي صارم هندي رنيني
فعند ذلك رق قلب أمه، فقالت يا ولدي: كيف تباشر الحرب مع الأقران، ولا عندك معرفة بالضرب والطعان؟ فقال: يا أماه، اعلمي أن النصر من عند الله، انطلقي إلى امرأة خالي، وكان اسم خاله طراد، واطلبي لي منها لأمة حرب وجوادا؛ حتى أسير إلى الميدان وأنازل الشجعان. فعند ذلك مضت أمه، وكان اسمها تميمة، إلى زوجة خاله، وجدتها جالسة، فسلمت عليها بأحسن سلام وألطف كلام، فقامت إليها وحيتها بأحسن تحية، وقالت: يا أم المقداد، هل لك حاجة فأقضيها لك؟ قالت: نعم، وهو أن ولدي المقداد نظر إلى السادات من قريش يلعبون في الميدان فاشتهت نفسه أن يكون بينهم، فقال لي: يا أماه، امضي إلى امرأة خالي واطلبي لي منها لأمة حرب وجوادا، وإذا انقضى الحرب أرجعته إليها، وتكون صاحبة الأجر في هذا الأمر.
Bilinmeyen sayfa