وسارا طالبين بني كندة، فهيأ الإمام نفسه إلى الطعن والضرب وأنشأ يقول:
أنا علي قاتل الشجعان
ومبيدهم في حومة الميدان
وأنا علي ابن عم محمد
يوم الهزاهز قاتل الأقران
فعند ذلك قال الإمام عليه السلام: يا أم المقداد بشري بالخير والبركة والكرامة فأنا علي بن أبي طالب. فقالت: يا أمير المؤمنين، إذا كان بيني وبينه مسيرة ثلاثة أيام بلياليها فإن ولدي ما يصبح إلا مقتولا.
فعند ذلك تبسم الإمام ضاحكا وقال لها: يا أم المقداد الذي أوصلني إلى هذه المدينة وهي مسيرة ثلاثة أيام بساعة واحدة قادر أن يوصلك قبل الصبح إن شاء الله تعالى.
فبينما الإمام يخاطبها وتخاطبه وإذا هي تسمع نبيح الكلاب وصوت الأغنام وصياح الأولاد. قالت: فإن قلبي متوجل أخاف أن المقداد قد قتل وإن الله وعد الصابرين بالخير الكبير. فقال الإمام: أتاك الفرج يا تميمة.
قال الراوي: فلما دخل الإمام إلى حي بني كندة فتح المقداد عينه وقد كشف الله عن بصره فرأى نورا ساطعا، فقال: هذا إمامي علي بن أبي طالب عليه السلام. ثم إن المقداد فرح فرحا شديدا بمجيء الإمام وأنشد يقول:
ألا يا ليت عليا يراني
Bilinmeyen sayfa