فقاطعتها «كنا؟ من تعنين»؟
قالت «ألا تنتظر؟ أخى وصديقتان وصاحب لهما، وأنا، فانكسر غطاء المحرك فوقفنا ننتظر نجده، وكاد يدخل الليل، وكدنا نيأس، فقد كانت السيارات التى تمر بنا، لا تقف، وهى صغيرة لا تتسع لنا، ولا تقوى على جرنا وإذا أنت مقبل فاعترضت طريقك وأشرت إليك فوقفت، وسألتنا عما نريد، فأخبرناك، فاقترحت أن تحملنا جميعا فى سيارتك، ولكننا اعترضنا، وقلنا إننا لا نستطيع أن نترك سيارتنا واقترحنا عليك أن نربط السيارتين فتجرنا، ففعلت وركبت أنا معك فقلت لى: «ستخرب سيارتى، وسينهكها هذا العبء، ولكن حسبى عوضا أن ست عيون كفت عن البكاء، وثلاث وجوه عاد إليها الإشراق»..
وقد عرفتنا وعرفناك، وكتبت أسماءنا كلها فى رقعة، ولقيتك أنا وأخى بعد ذلك مرتين، دعوتنا فى أولاهما إلى السينما، وفى المرة الثانية قضينا أكثر من ساعتين فى (الأمريكين)، وقد أخبرتك فى ذلك اليوم أنى مسافرة إلى الإسكندرية لقضاء شهر فيها، وأعطيتك عنوانى فوعدت أن تزورنى، وأن تكتب إلى، قبل الحضور، ولكنك لم تفعل لا هذا ولا ذاك».
قلت «الحمد لله».
فقطبت وقالت «إيه؟ ماذا تعنى»؟
قلت «اسمعى. إن رأسى هذا غربال واسع الخروق، كما يعرف كل من يعرفنى، وقد كنت أخشى، وأنت تقصين على الحكاية، أن أكون قد قلت أو فعلت شيئا.. الحمد لله على كل حال، فقد اقتصر الأمر على هذا القدر».
قالت: «ولكن لماذا لا تنتظر؟ لقد وعدتنى أيضا ...».
فقاطعتها قائلا: «هل تريدين أن تضحكى على ذقنى؟ لأنك عرفت أنى سريع النسيان، تخترعين وعودا و...».
قالت «ولماذا أخترع»؟
فتناولت ذراعها وسألتها «سأوجه إليك سؤالا قد يبدو لك محرجا أو ثقيلا، ولكن عذرى هو هذا النسيان، هل قلت لك إنك جميلة»؟
Bilinmeyen sayfa