Modern Felsefenin Hikayesi
قصة الفلسفة الحديثة
Türler
وتكمل فلسفة الفكر فلسفة الطبيعة، فكما أن هذه نظرت إلى الطبيعة لتصور العقل، فتلك تبحث في الفكر لتبني الكون من وجهة نظر العقل، ويقسم «شلنج» هذه الفلسفة الفكرية إلى ثلاثة أقسام: (1)
الفلسفة النظرية وموضوعها شرح العالم الباطني للذات وتعليله، وعليها أن تبين المراحل التي يجتازها العقل وهي الإحساس، فالإدراك الحسي، فالتأمل. (2)
الفلسفة العملية وهي تبحث في تصرف الذات وعملها، أعني في الإرادة التي تحاول أن تحقق نفسها فيما يعمل الفرد والدولة. (3)
فلسفة الجمال والفن، وهنا يقول «شلنج» إن العقل لا يحقق نفسه في أسمى صوره إلا في الفن، فبالفن يصل العقل إلى ما لم يستطع تحقيقه بجانبه النظري أو بجانبه العملي؛ لأن العقل يدرك نفسه في الفن إدراكا كاملا، فالفن هو أساس الفلسفة، بل هو مرتبة فوق الفلسفة؛ وذلك لأن الاندماج بين الذات والشيء يكون تاما مطلقا في آيات الفن كالشعر والتصوير، فقد رأى «شلنج» في الإنتاج الفني مثلا مجسدا لاتحاد ذات الفنان بموضوع فنه. (3) الفترة الثالثة: اندماج الذات بالشيء
يستهل «شلنج» هذه الفترة بقوله: إن العقل المطلق هو عبارة عن تمام الاندماج بين الذات والشيء، والمطلق
The Absolute
هو الذي يشطر نفسه شطرين: عالم الحقيقي الواقع، وعالم المثالي العقلي، على أنه يظل ممسكا في نفسه اندماج الشطرين، ولذلك كثيرا ما كانت تسمى فلسفة «شلنج» بفلسفة الاندماج، والعقل هو النقطة التي يتلاقى عندها الجانبان ويندمجان، وإذن فلا يمكن أن تصح وجهة نظر الكائن إلا إذا صعد إلى حيث العقل، ولكن ينبغي أن نلفت النظر إلى أنه على الرغم من أن الذات والشيء كليهما موجودان في العقل الأسمى، إلا أن هذا العقل الأسمى نفسه في الوقت ذاته يجرد نفسه منهما - وعلى الفلسفة أن تسقط من حسابها كل ما هنالك من أوجه الخلاف بين الذات والشيء، وأن ترى الحقائق كلها في ضوء العقل المطلق - فالذات والشيء موجودان في كل شيء، والفرق بين شيء وآخر هو رجحان جانب الذات فيه، أو الجانب الطبيعي المادي منه.
وهذا التقابل الذي تراه بين الحقيقي والمثالي، أو بلفظ آخر بين جانب المادة وجانب العقل، أو بعبارة ثالثة بين الطبيعة من ناحية والتاريخ من ناحية أخرى (الطبيعة هي مجموع الأشياء متصلة، والتاريخ هو فعل العقل المستمر)، نقول إن هذا التقابل الذي تلمحه بين الجانب الواقعي والجانب المثالي من الحقيقة، ترى تقابلا نظيرا له في مراحل التاريخ نفسه، فالعالم القديم بما كان يسود فيه من ديانات طبيعية يمثل الجانب الذي ترجح فيه كفة الطبيعة، بينما ديانة العالم الحديث هي المسيحية التي نرجح فيها النزعة المثالية التفكيرية. ولو أنت أنعمت النظر في سير التاريخ ألفيته قد اجتاز مراحل ثلاثا: مرحلة الطبيعة التي وصلت إلى عنفوانها في الشعر الإغريقي والديانة الإغريقية، ومرحلة الركون إلى القدر التي جاءت ختام العالم القديم، ثم مرحلة الحكمة الإلهية التي بدأت بالمسيحية، إذ أصبح الله موضوعيا لأول مرة في التاريخ بأن تمثل في المسيح. (4) الفترة الرابعة
يميل «شلنج» في آخر مراحله الفلسفية إلى النزعة الصوفية متأثرا بالأفلاطونية الجديدة، كما تأثر كذلك «بجاكوبي وبوهمه»، ولقد كتب في هذه الفترة كتبا ثلاثة تمثل وجهة نظره حينئذ، وهي «الفلسفة والدين»، «مباحث في طبيعة الحرية البشرية»، «فلسفة الأساطير والوحي».
وهو يعالج - في كتابه عن الحرية - العلاقة بين إرادة الإنسان وإرادة الله، فيقول: إن إرادة الله هي التي خلقت الأشياء كلها بما في ذلك الإنسان، ولكن للإنسان جانبين، أو إن شئت فقل: إرادتين، فهو حيث عقله أداة لإرادة الله العامة، أعني أنه - ككائن ذي عقل - ينسجم مع إرادة الله، ولا يكون ثمة من تضاد. أما من حيث جانبه الطبيعي - أي جسده - فله إرادة خاصة به لا تسير مع إرادة الله في اتجاه واحد، ومن هاتين الإرادتين المتعارضتين اللتين تتجاذبان الإنسان يقع الخير والشر، فرجحان إرادة الإنسان الخاصة هو الشر، ولا يمكن لأحد سوى الله أن يوحد بين الإرادة الفردية والإرادة العامة، ثم لا يستطيع الله أن يقوم بذلك التوحيد إلا إذا اتخذ لنفسه طبيعة الإنسان، ولقد شهدنا على مسرح التاريخ ما وقع بين الإرادة الفردية والإرادة العامة من صراع، فجاء المسيح إلها في إنسان؛ لكي يوفق بين الإرادة الفردية وإرادة الله، حتى تتحد الإنسانية بالله. (4) المثالية المطلقة
Bilinmeyen sayfa