Modern Felsefenin Hikayesi

Zeki Necip Mahmud d. 1414 AH
54

Modern Felsefenin Hikayesi

قصة الفلسفة الحديثة

Türler

يقول «لوك» إنه تبعا لتمام التطابق أو نقصه بين الفكرة ونموذجها يكون مقدار وضوح علمنا ودقته. وعلى ذلك فهناك درجات لما لدينا من معرفة:

الأولى:

المعرفة البديهية، وهي إدراك العقل لما بين الفكرتين (الفكرة والنموذج) من موافقة أو مفارقة إدراكا مباشرا دون أن يستعين في ذلك بفكرة ثالثة.

الثانية:

إدراك العقل لاتفاق الفكرتين أو اختلافهما إدراكا غير مباشر، وتسمى هذه بالمعرفة البرهانية، أي التي تحتاج في إثبات صحتها إلى برهان.

الثالثة:

وهي درجة تكون فيها أفكارنا مبهمة غامضة.

أما النوع الأول البديهي فمثاله معرفتنا بوجود أنفسنا؛ لأن هذه الحقيقة يدركها العقل إدراكا مباشرا ، ولا يحتاج في ذلك إلى برهان، وأما النوع الثاني فمثاله معرفتنا بوجود الله، فهذه معرفة برهانية؛ لأنها يعوزها الدليل، ولا يمكن إدراكها إدراكا مباشرا، وبرهان وجوده عند «لوك» هو ما في العالم الخارجي من غرض. وكذلك يؤكد وجودنا نحن وجود الله؛ لأن ما فينا من قوى إنما تحتاج لخلقها إلى كائن ذي قوة مطلقة وعقل سام. وأما الضرب الثالث من المعرفة الغامضة المبهمة، فذلك هو علمنا بالعالم المادي بواسطة حواسنا، ولكن هذا النوع الثالث على الرغم من أنه لم يبلغ من اليقين مبلغ النوعين الأولين إلا أنه مرجح الصحة والصدق. وهنالك أدلة كثيرة على صحة علمنا بالأشياء الخارجية، منها اتفاق البشر جميعا على صور حسية واحدة مما يؤيد أن الصورة منطبقة على حقيقتها الباعثة لها.

أما ما عدا هذه الضروب الثلاثة من المعرفة فهو لا يعدو دائرة الاحتمال والادعاء، بل والجهل، فكل أحكامنا عن الأشياء الغائبة عنا وعن معظم صفات الطبيعة، وعن صفات الكائنات الروحية لا تزيد على مجرد الادعاء بالعلم. وكل ما يقوم به العقل في أحكامه عن مثل هذه الأشياء هو موازنة الحجج وترجيح بعضها على بعض. أما طبيعة الله والعالم الروحي، فليس لنا بهما علم، ويجب أن نعتمد فيما يتعلق بهما على العقيدة والوحي. •••

أما فيما يتعلق برأيه في الأخلاق فلم يؤلف لذلك نظرية مستقلة شاملة، وكل ما في الأمر إشارات وملاحظات عملية تناثرت في كتبه.

Bilinmeyen sayfa