Dünya Edebiyat Tarihi (Birinci Cilt)

Zeki Necip Mahmud d. 1414 AH
90

Dünya Edebiyat Tarihi (Birinci Cilt)

قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)

Türler

30

وأوشكت الهزيمة أن تحل بزيوس لولا أن خف إليه أحد بني عمه برومثيوس

31

أي «المتبصر» جد البشر فيما يزعم البعض، ورمز الإنسانية وحاميها، فشد من أزره حتى كان له النصر، ولا أدل على أن هؤلاء العمالقة هم قوى الطبيعة من أن هزيمتهم لم تتم إلا بعون البشر ممثلين في برومثيوس، البشر الذين يتلخص تاريخ جهادهم الطويل في نفوذهم إلى قوانين الطبيعة نفوذا يمكنهم من السيطرة عليها. ثم من هم أولئك العمالقة؟ أليسوا أمثال تيفون

32

الذي قضى عليه زيوس بعد الهزيمة بالسجن تحت جبل «الأتنا» حيث لا يزال إلى اليوم يثور من وقت إلى آخر فينفث الحمم لهيبا، ثم أطلس

33

الذي ألقاه زيوس بشمال إفريقية حيث لا يزال جبلا يحمل على أذرعه قبة السماء؟

هكذا انتصر «زيوس» على العمالقة من قوى الطبيعة فساد الجبر عالم المادة، ولكن هل سيبسط هو نفوذه أيضا على البشر؟ وهل سيخضع له هؤلاء البشر في شخص برومثيوس أم لا بد من قيام صراع بينهما؟ وإن كان فلمن ستكون الغلبة؟

وفي الحق أن هذا الصراع لم يكن منه بد ، فبرومثيوس لم ينس أن له الفضل الأكبر في تمكين زيوس من الانتصار وبرومثيوس يمثل هؤلاء البشر الذين يحسون أن لهم إرادة حرة أو يعتقدون أنها حرة، وفي تلك الحرية أملهم العذب ومصدر شعورهم بكرامة الإنسان المسئول عما يأتي وما يدع.

Bilinmeyen sayfa