عتابك السيف، أي: لا عتاب عندك لكن السيف.
قال الشيخ: هذا الشرح أحوج عندي من بيت المتنبي إلى الشرح، ولست أعرف بقوله: وإما لأنه أعرف الناس بدوائه وأطبهم بدائه معنى وفائدة إلى أخر تفسيره لهذا البيت، والشاعر لا يقصد ببيت يقوله غير معنى واحد فما يزاد عليه يدل على الجهل بمراده في إصداره وإيراده عنه. وعندي أن معنى البيت: كف العذل والملامة عن نفسه كيلا يزيد في حزنه وبثه، فيقول: إن المعين على الشوق الذي يؤذيه بالعذل، وهو أسى المشوق أولى بأن يرحمه ويؤاخيه، ويؤيده، قوله بعده:
(مَهلًا فإِنَّ العَذْلَ منْ أسقامهِ ... وَتَرَفُّقًا فَالسَّمْعُ مِن أَعضائهِ)
وهذا قريب من قول ابن الرومي:
فَدَعِ المُحِبَّ منَ الملامةِ إِنَّها ... بئسَ الدَّواَء لموجَعٍ مِقلاقِ
لا تُطفِئنَّ جوىَّ بلومٍ إنَّهُ ... كالرِّيحِ تُغري النَّارّ بالإِحراقِ
وما أكثر ما قيل في هذا المعنى، كقول الحسن بن هانئ، وإن لم يكن في العشق:
دَع عَنَكَ لومي فإنّ اللَّومَ إِغراءُ ... . . . . . . . . . . . . . . .
1 / 10