إلا السيوف خاصة دون البيض والدروع والجواشن والتجفاف والبراقع والأسنة وغيرها من أجناسها، ثم أي مدح في أن يبرقع خيلهم بالحديد، فإن الناس معهم فيه سواء من أراده قدر عليه؟ وما أراد بهام الكماة شعرها، ولو أراد لقال: شعر الكماة، والشعر لا يُشبه العذب، لأن العذبة العُقدة التي تكون في علاقة السوط. والرجل يقول: يبرقعون خيلهم في الهيجاء بسيوفهم التي في أيديهم لحذقهم بالضرب وقدرتهم عليه واعتيادهم له بحيث تقي أيديهم في الضراب ضروب الأسلحة عن رؤوس خيلهم ووجوهها حتى تكون كالبراقع لها في حراستها وحياطتها، ويجعلون رؤوس الكماة على رؤوس رماحهم كالعذب على علائق السياط، ويحسن أن يُشبه تلك العقد بالرؤوس كما قيل:
غدا أعداؤهُ ولهم بنودٌ ... وراحوا في الرِّماحِ وهم بنودُ
قال في قصيدة أولها:
(بأبي الشُّموسُ الجانحاتُ غَوارِبا ... . . . . . . . . . . . . . . .)
(أوحَدْنني فوجدنَ حزنًا واحدًا ... متناهيًا فجعلنَه لي صاحبا)
1 / 54