قال أبو الفتح: أي أجلك أن أسميك في المرثية، ولكني إذا وصفت ما كان فيك من المحامد والمحاسن عُرفتِ، لأن ذلك مما لا يوجد في غيرك.
قال الشيخ: هذا جميل، ولكن الرجل يقول غير هذا، وهو أنه يقول: إذا وصفتك بقولي: يا أخت خير أخ، يا بنت خير أب، علمت العرب قاطبة أن خير أخ سيف الدولة وخير أب أبو الهيجاء، فعُرفتِ بهذه الصفة دون التسمية، فهذه الصفة جامعة بين مدح الأخ والأب والأخت، ويدلك على صحة ما قُلنا قوله في المصراع الثاني:
(. . . . . . . . . . . . . . . ... كنايةَ بهما عن أشرفِ النَّسبِ)
(غدرتَ يا موتُ كم أفنيتَ مِن عَددِ ... بمن أَصبتَ وكم أسكتَّ منَ لَجَبِ)
قال أبو الفتح: أي غدرت بها يا موت لأنك كنت بها تصل إلى إفناء عدد الأعداء وإسكات لجبهم، أي: كانت فاضلة تُغزي الجيوش وتُبير الأعداء.
قال الشيخ: هذا الشرح شر من الأول، ولو كان ينظر فيما قبل من الأبيات وفيما بعدها لما
وقعت له هذه الهفوات، وتفسيره في البيت الذي يليه:
1 / 43