وقال من قصيدة، وهو مطلعها:
(بغيركَ راعيًا عَبثَ الذُئابُ ... وغيرَكَ ضاربًا ثَلَمَ الضِّرابُ)
قال أبو الفتح: نصب راعيًا وضاربًا على التمييز، وإن شئت على الحال.
قال الشيخ: شرحه ليس في الشرط، لأن الشرط أن أشرح من معاني هذه الأبيات كل ما كان فيه خلل إذ جرى عليه غلط، فأما ما لم يشرح معناه فلا. وأشرح هذا الواحد، وإن كان خارجًا عن الشرط، ولا أشرح بعده مثله. قرأت في جمع ابن خالويه لديوان أبي فراس الحمداني أن طائفة من بني كلاب اجتازت بقرب حلب على مرحلة منه، فحمل بعضهم حملًا من قطيع قيمته خمسة دراهم، فنهض سيف الدولة بنفسه وجيشه إلى بني كلاب ومن ضامهم من سائر القبائل حتى أوقع بهم، وقالع وقتل واستباح، ونفاهم عن تلك البوادي كلها، وطهر منهم تلك البلاد بأسرها، وأنفق عليها خمسين ألف دينار كمًا، فقال فيه شاعره المتنبي:
(بغيركَ راعيًا عَبِثَ الذِّئابُ ... . . . . . . . . . . . . . . .)
وإذا عرفت القصة فهمت، واستبنت معناه، وتصورت مغزاه.
1 / 38