وفتح سباستيان لودوس عينيه وأذنيه، بينما أخذ فان دن فونديل يدخن في هدوء وينتظر.
الانفجار المروع ... سيل من النار انقذف ليغزو السماء، ثم انفجار ثان آخر وغيرهما ... وأخذت النار تندلع من مخزن إلى آخر، راقصة متداخلة تصبغ السحب باللون الأحمر وتتبدد ثم تلتقي من جديد، وتهز في الهواء ستارا أحمر يشبه قطيفة الأرائك وستائر النوافذ.
وقال فان دن فونديل - وهو يضع يده على كتف سباستيان لودوس: «والآن نستطيع أن نذهب، أن نذهب لأداء واجبنا.»
وأدار المفتاح وفتح الباب.
وخرج الاثنان وسط الحريق الذي تتحرك فيه أشباح سوداء بعيدا عن الغلايات والأفران المتفجرة التي كان ينبعث منها سيل ضخم من اللهب والدخان.
وشق أليكو توادير بريكوب لنفسه طريقا عبر العقبات البشرية وقبضة يده إلى الأمام، وعيناه داميتان وشعره متناثر جاف، وأخذ يلكم بقبضته دون أن يعرف من يلكم؟ ولماذا؟
ومر إلى جواره.
وصاح فان دن فونديل: «بريكوب»!
ورد عليه أليكو توادير بريكوب بلكمة من قبضته في صدره؛ فترنح فان دن فونديل وسقطت قبعته وغليونه والصحيفة التي كان يحملها آليا.
وانحنى وجمعها في هدوء، وبكم سترته مسح قبعته، ثم وضع الغليون والصحيفة في جيبه، وأضاء اللهب رأسه المستديرة بشعاع مخيف كما أضاء الجميع.
Bilinmeyen sayfa