فانشرح صدر سمبا لهذا الاستقبال وعاش في المدينة كأنه من أهلها، وكانت الأطعمة الفاخرة تقدم إليه كل يوم. وتزوج ابنة الملك وأولمت الولائم المطهمة في عرسهما، ولكن لم تمض أيام بعد ذلك حتى قرعت طبول الحرب وتصايح الناس: «العدو على الأبواب. العدو على الأبواب!» وتصامم سمبا عن هذه الصيحة.
ووقفت زوجته تراقب ما يفعل زوجها وما أزمع، ولما لم تر شيئا ركعت أمامه وقالت له: «سمبا لقد قرعت طبول، فاذهب مع رجال الملك لكي تقاتل العدو»
فقال سمبا: «لن أذهب. فقد طردني أبواي لخوفي من الحرب؛ ولذلك هم يسمونني سمبا الجبان، وقد طلقتني امرأتي الأولى لأني جبان، فهل تظنين أني تغيرت وأني أذهب إلى القتال لأن أباك ذبح لي ثورا؟ كلا لن أذهب. وإذا لم ترغبي ببقائي فإني أرحل عنك».
وكانت الفتاة مع جمالها وكبريائها ذكية وقد تحدثت كثيرا إلى سمبا منذ زواجهما، وعرفت سريرته وكانت متعلقة به لفرط جماله. فقالت له: «لن أتركك ولو أنك تقول إنك سمبا الجبان، فإني سأرتدي ملابسك وأذهب بنفسي إلى العدو، والظلام ينتشر الآن فلن يعرفني أحد».
وكان هناك عبيد سمعوا وعرفوا كل ما قيل ولبست ابنة الملك ملابس زوجها وقالت لهم: «إن من يبوح منكم بما رأى فإني سأقطع رأسه».
ثم امتطت جواد سمبا وركضته في الظلام، وصار سمبا ينظر إليها وهو غارق في التفكير.
وتبين بعد ذلك أن صيحة الحرب كانت هرجا لا أصل له إذ لم يكن هناك قتال، وعاد المقاتلون في نصف الليل ومعهم ابنة الملك التي خلعت ملابس زوجها عند وصولها ولبست ملابسها، وكان سمبا يعبر أحد ميادين المدينة فسمع منشدا يتغنى ويقول: «رأيت فارسا شجاعا ليس من أهل مدينتنا يخرج إلى العدو وكله شجاعة ونجدة، ولو وقعت الوقعة لأبلى فيها وقتل الكثيرين ونشر جثثهم على الأرض».
وسمع سمبا هذا المنشد ثم عاد إلى منزله، وكانت زوجته حزينة لأنها لم تستطع أن تجعل من زوجها مقاتلا.
وأخذت تفكر في هذا الموضوع وتدرس أخلاق سمبا وكان مما يرجيها في ذلك أنه كان لا يزال صغير السن.
وحدث بعد ذلك في أحد الأيام أن جاء الملك وقال لابنته: «إذا لم أكن مخطئا فإني أتوقع أن نقاتل أعداءنا هذا المساء. فأخبري سمبا بذلك ولكن احذري من أن يفشوا الخبر بين أهل المدينة».
Bilinmeyen sayfa