ثم قال الثعبان للبحار: «إذا كنت شجاعا قادرا على ضبط شوقك فإنك سوف تضم أولادك إلى صدرك وتقبل زوجتك وترى بيتك وهو خير ما تحب، وسوف تصل إلى وطنك وتعيش بين إخوانك».
فقال البحار: «وهنا انبطحت على وجهي ولمست الأرض أمامه وقلت له: سأخبر الملك عن قوتك وعظمتك، وسأعرفه عن مقدارك، وسأجعله يرسل إليك الطيوب والتوابل والمر والعود والبخور وسائر ما يتقرب به إلى الآلهة، وسأخبرهم عما حدث لي وما رأيت من قوتك، وسوف يحمدونك أمام جميع قضاة البلاد، وسأضحي لك بالثيران والأوز وأرسل إليك بالسفن التي تحمل أحسن ما في مصر كما يجب أن نعمل لإله يحب الناس ويعيش في جزيرة لا يعرفها الناس».
ولكن الثعبان استغرق في الضحك وقال له: «ألا ترى هنا أشياء البخور؟ ألست أنا هنا رب البونت وعندي بخوري؟ أما التوابل ففي الجزيرة منها الشيء الكثير. ولكن عندما يترك هذا المكان فإنك لن ترى الجزيرة ثانيا إذ تصير أمواجا».
ثم مضت الأشهر الأربعة وجاءت السفينة كما تنبأ الثعبان قال الراوي: «صعدت على شجرة وعرفت من في السفينة فذهبت لكي أخبر الثعبان فوجدته كان يعرف ذلك».
ثم ودعه الثعبان وقال له: «لتصحبك السلامة يا بني، لتصحبك السلامة إلى منزلك. وإني أدعو لك أن ترى أولادك وأن يكون لك اسم طيب في بلدك، هذه هي دعواتي لك».
قال البحار: «فانبطحت أمامه وطويت ذراعي، فأعطاني شحنة من البخور والطيوب والمر والعود والكحل وأذناب الزرافة وأنياب الفيل والكلاب والقردة وأشياء أخرى ثمينة، ووضعتها جميعها في السفينة، ثم نزلت وانطرحت لكي أشكره فقال لي: «ستصل بلادك بعد شهرين وتضم أولادك إليك وتعيش في خير وبركة وهناك تدفن».
قال البحار: «فسارت سفينتنا نحو الشمال إلى مكان الملك ووصلنا بعد شهرين كما قيل لنا، ودخلت على الملك وقدمت له ما أحضرناه معنا من الجزيرة فشكرني الملك أمام جميع قضاة البلاد، وصرت من الحاشية وكوفئت بعدد من الموالي».
في المدينة الخاطئة
جمهورية تشكو سلوفاكيا من الجمهوريات الحديثة التي ظهرت عقب الحرب، وكان أهلها قبلا من رعايا النمسا والمجر، وأهل هذه الجموهرية الجديدة أقوام حديثو العهد بالوطنية إذ كانوا قبلا ملكا مشاعا بين النمسا والمجر، فحكومتهم وأدباؤهم وساستهم يجهدون أنفسهم لإيجاد عاطفة التماسك والوطنية فيهم الآن.
والقصة التالية وضعها أحد أدبائهم المدعو كاريل كابيك وهو يرمي إلى هذه الغاية، وقد جعل موضوعها قصة النبي لوط وخروجه من مدينة سدوم إذ أمر الله بإهلاك قومها لطغيانهم وانغماسهم في الخطايا والموبقات. قال الكاتب:
Bilinmeyen sayfa