فصل. قال قوم من المبتدعة (أبو سفيان) أبو معاوية قاتل النبي صلى الله عليه وسلم ، و(أمه) هند أكلت كبد حمزة، ومعاوية قاتل عليا، ويزيد قتل الحسين. والجواب عن ذلك أن يقال: (أبوه) كان [كذلك] قبل إسلامه، وإسلامه قد هدم ما كان قبله، قال الله تعالى: {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((الإسلام يجب ما قبله)) قال أهل التفسير: نزل قوله تعالى: {عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة}، في (أبو سفيان)، أمره الله تعالى أن يتزوج ابنته وأن يجعل ابنه معاوية كاتب الوحي. وقال تعالى: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات}. وأما هند أم معاوية فإنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت وبايعت فنزل قوله تعالى: {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا}.. .. إلى قوله: {فبايعهن واستغفر لهن الله} فاستغفر لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يضرها ما فعلت قبل ذلك. وشهد أبو سفيان مع النبي صلى الله عليه وسلم الطائف وفقدت عينه في سبيل الله وفقدت عينه الأخرى يوم اليرموك، وكان ينادي: ((يا نصر الله اقترب)). انتهى.
وذكر سعد الدين التفتازاني في شرحه لعقيدة النسفي الحنفي أن صاحب ((الخلاصة)) منهم وغيره وذكروا: ((أنه لا ينبغي لعن يزيد ابن معاوية))، ولا الحجاج، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لعن المصلين ومن كان من أهل القبلة وما نقل من لعن النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أهل القبلة لما أنه يعلم من أحوال الناس ما لا يعلمه غيره.
وقال الحافظ شمس الدين الذهبي في كتابه ((المقتنى في سرد الكنى)) الذي أخذه من كتاب ((النسائي))، من كتاب أبي أحمد الحاكم المطول، فرتبه على حروف المعجم وزاده وسهله، فقال آخر المكنيين بأبي محمد: أبو محمد عن زرارة بن أوفى قوله وعنه حماد بن سلمة: ((القرن ماية وعشرون عاما بعث نبيا عليه الصلاة والسلام في قرن آخرهم يزيد ابن معاوية)). انتهى.
Sayfa 69