اعلم ايدك الله وايانا بروح منه ان هذا الاصل هو الذي من اجله خلقت السموات والارض وما فيها وما بينهما وهو الحق الذي قال الله تبارك وتعالى ما خلقنا هما الا بالحق وهو الصورة المتممة والمقومة لدات كل شي وانه متي عدمه الانسان لا يستحق الاسم الواقع به الا بالاشاره اليه كما قال الله تغالي وتراهم ينظرون اليك وهم يبصرون b ولا علم عندهم وقال الله عز وجل ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا لجهالاتهم وغفلتهم ومن لا عقل ولاعلم عنده ومن لا علم عنده لا عباده له ومن لا عباده له لا رب له لانه لو كان له رب يعرفه لعبده ووحده فالبرهان ان الخلقة كلها والقطره باسرها العقل والعلم خلقت ومن اجله ابدعت بالعلم يعرف جود الله تبارك وتعالي ويصح وجوده ومعرفت الحقايق موجوداته ومبتدعاته واعلم ان تشخيص هده البازهم الفاضل حتي يظهر الجسم وتدركه الحواس الخمس هو صعب المرام الا علي المرتاضين بالعلوم الالهيه والحكم العلوية والاشارت الربانيه فاحتفظ به ولا تلقيه الا الي اهله فهو الغرض المقصود وموضع الحكمة وسر الخلقه وهو الامر الدي فوق العقل والنفس ودون الباري سبحانه الا انه امره وعلمه المكنون وسره المخزون منه الكون قبل ان يكون ومنه بدي واليه يعود ولا يمكن القول عليه والاشاره بالبينان اليه في مكان واحد بل نقول وندركه في فصل من هدا المواضع ونر من بالتلويح القريب من التصريح والاشارة القرييه من العباره الله يهدي من يشا الي صراط مستقيم
فصل في معرفت العالم العلوي
Sayfa 116