لعبده ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مخبرا عن ربه تعالى : حقت محبتي للمتحابين في، وربما يتاله في الدنيا قبل الآخرة نصيب من إظلالهم في ظل العرش، فإن المحبوبين دائما في ظل العرش بقلوبهم وأرواحهم، فإنه ورد: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي، وذلك موجب لوجود المحبة حقيقة، فإنها ربما كانت دعوى.
إذا علم ذلك؛ ففوق ذلك مرتبة أعلى منها في الحب في الله، وهي التعارف الروحي بين المحب وبين الأنبياء - عليهم السلام القائمين بحقائق الخلة والاصطناع والاجتباء، كالخليل عليه السلام وموسى الكليم، وعيسى سيد الروحانيين، ونوح الباكي الخاشع من عظمة الله، ومحمد خطيب الأنبياء، وإخوانهم في الرسالة والنبوة، فإذا انبعث من القلب التألف بهم، والأنس بذكرهم، والشوق إلو لقائهم، فذلك من الأقسام العالية في الحب في الله.
ومن علامات وجود المحبة في المحب بغير دعوى ولا تكلف؛ إذا علم ذلك وعرف أن من علامات وجود المحبة وجود النسبة بين لمحب وبين المحبين، والتآلف معهم بتلك الرابطة، فأعلاهم من وجد ذوق الحب في الله مع محمد صلى الله عليه وسلم.
أول ذلك شعور القلب ببارقة من نصيبه الخاص من الخلة، والمحبوبية مع ربه، فإنه أكمل الأنبياء محبة، وأعلاهم خلة وهو الحبيب والخليل، كما قال صلى الله عليه وسلم : ولكن صاحبكم خليل الله.
فإذا شعر القلب بنصيبه مع ربه، ثم وجد الشاعر بذلك تآلفا معه
Sayfa 53