قاعدة في صفة العبودية
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خضعت لهيبته قلوب الأولياء، وخشعت من مهابته أسرار الأصفياء، وانقادت إلى عبوديته أعناق الأتقياء، سبحانه وتعالى هو المتعزز بالوحدانية والكبرياء، والمتعال بعظمته والصفات المقدسة الواردة على ألسن الأنبياء.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، رب السموات والأرض، وما بينهما من الأشياء، وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، سيد ولد آدم من الأموات والأحياء، صلى الله عليه وسلم صلاة دائمة تسمو بصاحبها إلى العلياء .
وبعد: فإن العبودية من أعلى مقامات الصديقين، والتواضع لعظمة الله تعالى من أسنى ملابس المقربين ، من ظهرت آثارهما عليه ، دل ذلك على وجدانه وعرفانه، ومن لم يتقمص بهما، فقد أقر بما يظهر عليه من صفات الطبيعة، ببعده وهوانه.
لا حال للعبد أشرف من ظهوره بصفات العبودية، والارتضاء لأحكام الربوبية.
Sayfa 41