Allah'a Giden Yoldaki Kurallar

El-Vâsıtî d. 711 AH
175

Allah'a Giden Yoldaki Kurallar

قواعد في السلوك الى الله تعالى

Türler

فتدبير العبد في تدبيره رعونة من بشريته؛ لعماه عن قيوميته، ولو أبصر بقلبه المدبر المختار الذي يبرز في كل نفس مقادير مختلفة وإرادات متنوعة، كما يشاء ويختار؛ يذل هذا ويعز هذا، ويفقر هذا ويغني هذا، ويميت هذا ويحيي هذا، ويبتلي هذا بالمعصية، ويفيض على هذا خلع الطاعات، أشخص إلى مشيئاته ، وذهل عن اختياره، ودام التجاؤه إلى مولاه ، ومن ذاق هذا بقلبه ذوقا يرتفع به عن مجرد الإيمان والعلم، خمدت بشريته، وهرب شيطانه، واتصل شهوده بمشهوده، وتحققت محبته، وعظمت مخافته، وتم توكله، وتحقق تفويضه، وصار عند الله تجري عليه تصاريف المشيئة، وهو يقابلها بمقتضاها من العبودية.

إن استعمل بالطاعة شكر، وإن رأى مبادية الخذلان صرخ وافتقر، وإن قوي سلطان الأنوار فني، وإن جاءت الأوامر والنوادب بقي، فهو بين سكر وصحو، وفناء وبقاء، وغيبة وحضور، وتعظيم وإجلال واضمحلال، يعبد الله تعالى بتلوين الأحوال، وقلبه معلق بالعرش، وهو عبد الله؛ فلا إرادة ولا اختيار إلا ما أراد الله من الأوامر واختار.

وهذا حال المقربين إذا دام، ومن أذواق الموقنين إذا لم يدم.

وهذا حد العبد وسيره، ويبقى بعد هذا تدارك الحق تعالى بالجذبة والقرب الخاص، لمن يشاء من عباده وصفوته ومحبيه، وذلك إنما يكون بالله، فإن العبد قد فنيت رعونته، وزال اختياره وتدبيره، وبقي بالله يقلبه كيف يشاء، وهو مع ذلك في الأوامر مختار مدبر

Sayfa 197