Allah'a Giden Yoldaki Kurallar

El-Vâsıtî d. 711 AH
173

Allah'a Giden Yoldaki Kurallar

قواعد في السلوك الى الله تعالى

Türler

الصديقين، وأي صيام أو قيام يعادل هذا؛ فبهذا تصفو القلوب لمشيئة الله تعالى ، وتنزل عليها الرحمة من الله تعالى، ويصير مهبطا للملائكة؛ فإن القلب الطاهر نظيف ليس فيه رائحة خبيثة، فهو أنسب المواطن بالملائكة، والقلب المحشو بالآفات؛ من الغل والحقد والبغض والحسد مزبلة، فيه أقذار وأنجاس، فهو أنسب بالشياطين؛ لأن محلهم الكنف والمزابل، وهذا أصل عظيم من الأصول، من اهتم به ورعاه وصابره حتى تبدلت أوصافه ونعوته المذمومة بالأوصاف المحمودة، رجي له أن يكون من الأبدال، وأن يبدل الله سيئاته حسنات، وهذا يحتاج إلى مدة طويلة، وممارسة شديدة وتعود، فيبقى صاحبه سليم القلب للناس، رحيما بهم، محبا لمحسنهم ، داعيا لمسيئهم ، راحما للمسيء العاصي، مع بغض له في الله، ممزوج برحمة، فهذه أخلاق الأبدال، إن شاء الله تعالى.

المهم السابع، وهو القطب: الاهتمام بمعرفة الله تعالى والقرب منه، وتقديم ذلك على كل أمر، وتعرف الطريق إليه وإلى قربه ومن قطع المهمات الستة التي سبقت وحقق أصولها ومبانيها، وعمل بها فقد قطع نصف الطريق إن شاء الله، وقارب المنزل فليجعل الهم هما واحدا ؛ بالعكوف على ذكر الله ومحبته، واللهج به، ومراقبة نظره واطلاعه ومهابته ومخافته، وشدة الاهتمام به، وقطع الشواغل، وتحقيقها، إن لم يمكن إزالتها، والافتقار إلى الله تعالى في ذلك كله، والصبر على ذلك، ومواصلة الأيام والليالي بذكر الله تعالى ومحبته، واستعمال الأوطار إن أضعف الصوم عنه، وكذلك السهر المفرط.

Sayfa 195