Allah'a Giden Yoldaki Kurallar
قواعد في السلوك الى الله تعالى
Türler
ما سواه، فلا يفرق همه في تنوع أبواب القرب والطاعات، وما أشار إليه القوم من المجاهدات.
واعلم أن الناس طبقات، خلقوا لتعمير المراتب، والأكثر منهم إنما تقوم المراتب بهم في الحجاب عن رب الأرباب، وخيارهم أهل العبادات من المحجوبين؛ فإنهم ليس لهم منه ما يشغلهم عن كل شيء غيره، منهم يتقربون بالسعايات لنيل الدرجات في الجنان، فلو تركوا ما هم عليه لم يبق معهم شيء.
والمرادون بهذا الشأن وقعوا على المطلوب فلهوا به عما سواه، وحصل لهم من العبادات والمعاملات صفوها وخالصها ؛ إذ كانت مغشوشة مشوهة في غيرهم؛ للعمى المركب فيهم عن المطلوب، وفي العمى يدخل النفس والشيطان.
فأكثر العباد لا يسلمون من الرياء والعجب، وسبب ذلك كله الحجاب، وهؤلاء لما وقعوا على المطلوب؛ استغرقت هممهم به، واستعملوا من الأعمال والعبادات - وإن قلت - أصفاها وأزكاها، وكانت أعمارهم كبارا، راجحة مضاعفة، بخلوصها وصفائها، و - أيضا - فإنهم عملوها بمشهد من معبودهم في نور المعرفة وجواذب المحبة، فصفت بذلك وزكت، فلذلك قلت أعمالهم الظاهرة، لكنها متقنة مصفاة من الشوائب.
وسبب قلة أعمالهم أن قلوبهم سرحت في ميادين الفكر والمصنوعات، والشواهد والاعتبارات ، ثم فتح لأرواحهم مقامات المشاهدات، واستغرقوا بما وجدوه من لوائح الصفات، وفي سبر
Sayfa 187