واعلم بأن كل من كان له حال مع الله تعالى، فإنه يظهر في الصلاة، من كان حاله الخوف ظهر في الصلاة، أو الحب، أو القرب أو الاتصال ، أو الشهود، أو المحاضرة، فإنه يظهر في الصلاة، فإن الصلاة صلة. ومن علبت عليه الوساوس في الصلاة، فلا حال له.
واعلم أن في زمانك هذا تحضر القلوب عند سماع القصائد، وتظهر الأحوال في أوقات الحضور بين يدي الرب عز وجل في الصلاة التي هي أقرب ما يكون فيها العبد من ربه، تروح القلوب وتستولي عليها الوساوس والهواجس، فهذا علامة الفقر الفاسد. قال صلى الله عليه وسلم : أقرب ما يكون العبد من ربه إذا كان ساجدا، فإذا كان العبد في أقرب المواطن - وهي الصلاة - بعيدا محجوبا فترى يحضر قلبه في السوق ? فلذلك قيل : من غلبت عليه الوساوس في الصلاة لا حال له ، لأنه محجوب في أقرب المواطن، فكيف يكون حاله في أبعدها ?
الفصل الخامس
من هذه الطريقة المحمدية : أن يعمل على براءة الذمة من الحقوق اللازمة، والديون والودائع، وصداق الزوجات ونفقاتهن، وتحالل من كان بينك وبينه ظلامة، وتذكر من كان له في ذمتك حبة أو قيراط، فتعمل على الخلاص منه كيف أمكن، فإنك قادم على ربك لا محالة، وهو محاسبك على ذلك، فاعمل على أن تلقاه وذمتك مخلصة، والخلاص في الدنيا أهون من الآخرة، ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه كان إذا حضرت الجنازة، قال : هل على صاحبكم دين ? فإن قالوا: نعم. قال: صلوا على صاحبكم.
Sayfa 32