قال: «فهل حسبتني أتخلى عن إسداء المعونة إليهما، وقد خرجا لقتال عدوي وعدو الدولة؟ إنني إلا أربح بذلك فما خسرت شيئا، فقد تركتهما وما يطيقان من أسباب الكيد له حتى يكون ما هو كائن.»
قال ابن أبي ليلى: «فقد أيست من أمر الطولونية يا أبا أحمد؟»
قال الموفق: «أما هذه فلا ... ولكن ...»
وقطع عليه دخول غلامه يؤذنه بمقدم محمد بن أبي الساج، وعليه غبار السفر من الموصل، فاعتدل الموفق في مجلسه، وألقى إلى جليسه نظرة ذات معان، ثم تهيأ لاستقبال القادم ...
وحيا ابن أبي الساج، وجلس مطأطئا كأن على ظهره حملا لا ينهض به، وقال الموفق وهو يبتسم له: «لله ما أبليت
73
من أجل الدولة يا ابن أبي الساج وما بذلت!»
قال، وكأنما يأتي صوته من مكان بعيد: «في طاعتك يا مولاي.»
وأخذته حبسة فتنحنح ثم سعل.
قال الموفق: «إنك لمجهود
Bilinmeyen sayfa