إن مصر والعرب والمسلمين جميعا، إذ يذكرون اليوم ذلك الماضي، ليدركون حقائق كثيرة غابت عن أسلافهم، فيعرفون، وقد آن أوان المعرفة، كيف تحيا بعض الدول، وكيف تنحل عروتها فتموت؟!
درس من الماضي نتعلمه اليوم؛ لنحيا ونعيش أبدا.
فنحن شعب خليق بأن يحيا ويعيش أبدا ... لخيره ولخير الإنسانية.
محمد سعيد العريان
الفصل الأول
أحمد بن طولون
1
لم يكن عربي الدم، وإن حسبه كذلك كل من رآه أو استمع إليه، فقد كان له لسان وبيان، وكان فيه أريحية ونخوة، وحفاظ على العهد، وتحرج في الدين، وعصبية للعرب.
وكان أبوه «طولون» من عمال السلطان لعهد الخليفة المتوكل، فلما مات أبوه فوض إليه الخليفة ما كان بيد أبيه من أعمال السلطان، وقد كان أمر الدولة كله يومئذ إلى الموالي
1
Bilinmeyen sayfa