قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

Abd al-Muhsin al-Abbad d. Unknown
145

قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

Yayıncı

دار الفضيلة،الرياض

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٣هـ/٢٠٠٢.

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ . والكَتَبَةُ يكتبون أقوالَ العباد وأفعالَهم، بل ويكتبون الهمَّ بالحسنة والسيِّئة؛ فقد روى البخاري (٧٥٠١) ومسلم (٢٠٣) عن أبي هريرة ﵁: أنَّ رسول الله ﷺ قال: "يقول الله: إذا أراد عبدي أن يعمل سيِّئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها، فإن عملها فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة، وإذا أراد أن يعمل حسنةً فلَم يعملها فاكتبوها له حسنة، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة"، وقال الله ﷿: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾، والمعنى أنَّ حفظَ الملائكة للإنسان هو مِمَّا أمرهم الله به، والله بكلِّ شيء عليم، وهو يعلم أقوالَ العباد وأفعالَهم كُتبت أو لم تُكتَب، والكتابةُ إنَّما هي لإحصاء أعمال العباد وأقوالهم وإيقافهم عليها وإظهار عدل الله ﷿ فيهم، وأنَّه يُثيبُهم على أعمالهم الحسنة، ويُعاقبهم على أعمالهم السيِّئة، كما قال الله ﷿: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ . والعقابُ يقع على الشرك، وكلُّ ذنب دونه فهو تحت مشيئة الله، كما قال الله ﷿: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ . ٣ من الإيمان بالملائكة الإيمان بالملائكة الموكَّلين بالموت، وقد جاء التَّوَفِّي في القرآن مضافًا إلى الله ﷿، كما قال الله ﷿: ﴿اللَّهُ

1 / 151