قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

Abd al-Muhsin al-Abbad d. Unknown
139

قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

Yayıncı

دار الفضيلة،الرياض

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٣هـ/٢٠٠٢.

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

يُناسبُ معناه اللغوي، وهو الأمور الباطنة، بقوله: "أن تؤمنَ بالله وملائكته وكتبه ورُسله واليوم الآخر والقَدَر خيره وشرِّه"، ولَمَّا سُئل عن الإسلام فسَّره بما يُناسبُ معناه اللغوي، وهو الأمور الظاهرة، بقوله: "أن تشهدَ أن لا إله إلاَّ الله وأنَّ محمدًا رسولُ الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجَّ البيتَ إن استطعت إليه سبيلًا". وإذا ذُكر الإسلام غير مقترن بالإيمان كان معناه شاملًا للأمور الظاهرة والباطنة، وكذا إذا أُفرد الإيمانُ عن الإسلام، فإنَّه يشمل الأمورَ الظاهرة والباطنة، وهذا من جنس لفظ: "الفقير والمسكين"، و"البر والتقوى"، وغير ذلك. ٥ لا بدَّ في الإيمان من اجتماع الأمور الثلاثة: الاعتقادُ والقول والعمل، فلا يكفي الاعتقاد والقول دون العمل، وكلُّ قول وعمل لا بدَّ أن يكون بنيَّة؛ لقوله ﷺ في الحديث: "إنَّما الأعمالُ بالنيَّات، وإنَّما لكلِّ امرئ ما نوى" أخرجه البخاري (١) ومسلم (١٩٠٧) . واجتماع القول والعمل والنيَّة لا يكون نافعًا إلاَّ إذا كان على السُّنَّة؛ لقوله ﷺ: "مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ" متفق عليه، وفي لفظ لمسلم: "من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ". ٦ قوله: "ولا يكفرُ أحدٌ بذنب من أهل القبلة ": إذا جحد المرءُ واجبًا عُلم وجوبُه من الدِّين بالضرورة كالصلاة والزكاة والصيام والحج، فإنَّه يَكفُر، وكذا إذا جَحَد تحريم ما عُلم تَحريمُه من الدِّين بالضرورة، كشرب الخمر والزنا ونحو ذلك فإنَّه يكفر، وأما إذا فعل شيئًا من الكبائر غير مستحلٍّ لها، فعند أهل السُّنَّة أنَّه يكون مؤمنًا ناقصَ الإيمان، وإذا مات

1 / 145