قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

Abd al-Muhsin al-Abbad d. Unknown
125

قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

Yayıncı

دار الفضيلة،الرياض

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٣هـ/٢٠٠٢.

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

١٩ قوله: "وأنَّ اللهَ ﵎ يَجيءُ يَومَ القيامَةِ وَالمَلَكُ صَفًّا صَفًّا؛ لِعَرْضِ الأُمَمِ وَحِسَابِهَا وعقُوبَتِها وثَوابِها، وتُوضَعُ الموازِينُ لَوَزْنِ أَعْمَالِ العِبَادِ، فمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأولئك هم المُفلِحون، ويُؤْتَوْنَ صَحائِفهم بأعمَالِهم، فمَن أُوتِي كتابَه بيمينه فسوف يُحاسَبُ حِسابًا يَسيرًا، ومَن أُوتِي كتابَه ورَاء ظَهْرِه فأولئِك يَصْلَوْنَ سَعيرًا". ١ مجيءُ الله ﷿ يوم القيامة لفصل القضاء من صفات أفعاله، يفعلُ ما يشاء ويحكم ما يريد، والقولُ في المجيء كالقول في سائر الصفات، أنَّه على ما يليق بالله، من غير تكييف أو تمثيل، ومن غير تأويل أو تعطيل، قال الله ﷿: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾، قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: "يعنِي لفصل القضاء بين خلقه، وذلك بعدما يستشفعون إليه بسيِّد ولد آدم على الإطلاق محمد صلوات الله وسلامه عليه، بعدما يسألون أولي العزم من الرُّسل واحدًا بعد واحد، فكلُّهم يقول: لست بصاحب ذاكم، حتى تنتهي النَّوبةُ إلى محمد ﷺ، فيقول: أنا لها، أنا لها، فيذهبُ فيشفعُ عند الله تعالى في أن يأتي لفصل القضاء، فيشفِّعُه الله تعالى في ذلك، وهي أول الشفاعات، وهي المقام المحمود كما تقدَّم بيانه في سورة سبحان، فيجيء الرَّبُّ ﵎ لفصل القضاء كما يشاء، والملائكةُ يجيئون بين يديه صفوفًا صفوفًا". وأولو العزم من الرُّسل المستَشفَع بهم قبل نبيِّنا محمد ﷺ هم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، وهم المذكورون في سورتَي الأحزاب والشورى، في قول الله ﷿: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾، وقوله: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا

1 / 131