والله محيط بالكافرين﴾ لأنه أراد ﴿مثلهم كمثل الذي استوقد نارًا ... أو كصيب من السماء﴾ كما تقول أنت كزيد أو أخيه، ولو قلت أنت تريد ذلك المعنى أنت كزيد ولم تذكر الأخ لم يجز السكوت عليه ولم يكن تامًا.
قال أبو جعفر هذا الذي ذكره الأخفش لا يكاد يبلغه نفس واحد ولا يصل إليه، وقد ذكر في غير هذا الموضع إن قوله جل وعز ﴿مثلهم كمثل الذي استوقد نارًا﴾ لا يتم الكلام حتى يأتي بقوله جل وعز ﴿أو كصيب من السماء﴾ كما تقول ضربت زيدًا أو عمروًا فلا يجوز إذا أردت هذا المعنى أن تقول ضربت زيدًا أو تسكت فينقلب المعنى، قال أبو جعفر وهذا الذي قاله يخالف فيه لأن قولك ضربت زيدًا أو عمروًا شك وليس كذا الآية لأن معناها والله أعلم الإباحة أي مثلوهم بذا أو بذا، فإذا كان الأمر على هذا كان الوقف على ﴿ذهب الله بنورهم﴾ صالحًا ﴿وتركهم في ظلمات﴾ ليس بوقف كاف لأن ﴿لا يبصرون﴾ في موضع الحال.
قال الأخفش وإذا أردت التمام في قوله ﴿صم بكم عمي﴾ كان كل واحد منهما تامًا وهذا خلاف قوله الأول فيكون الوقف على هذا ﴿لا يبصرون﴾ وإن شئت وقفت على (صم) بمعنى هم صم وإن شئت وقفت على (بكم) وإن شئت وقفت على (عمي) يقول الوقف على (لا يبصرون) تام وكذا (عمي) وهذا مذهب
[١/ ٤٠]
1 / 40