قال الفاريابي: وحدثنا مزاحم بن سعيد قال حدثنا عبد الله بن المبارك قال حدثنا شعبة عن الأزرق بن قيس قال: صليت خلف ابن الزبير فجهر بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) فلما قال (ولا الضالين) قال (بسم الله الرحمن الرحيم).
قال الفاريابي: وحدثنا مزاحم بن سعيد، حدثنا ابن المبارك، حدثنا سفيان عن عاصم بن أبي النجود قال: رأيت سعيد بن جبير يجهر بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) في كل ركعة.
قال الفاريابي: وحدثني أبو الإصبع عبد العزيز الحراني قال: حدثني عتاب بن بشير عن خصيف أن عطاء ومجاهدًا قالا: إذا أم الرجل القوم فليجهر بـ (بسم الله الرحمن الرحيم)، قال أبو جعفر وقد عورضت هذه الأحاديث التي جاءت عن النبي ﷺ والصحابة والتابعين بما رواه شعبة عن ثابت وقتادة عن أنس قال: صليت خلف النبي ﷺ وأبي بكر وعمر فلم أسمعهم يجهرون بـ (بسم الله الرحمن الرحيم)، قال أبو جعفر، فهذا فيه غير جواب منها أنه قال لم أسمعهم وقد سمعهم غيره ولا حجة للنافي مع المثبت، ومنها ألا يجهروا ويسروا، ومنها أن أنسًا لما روى أنه لم يسمع الجهر بـ (بسم الله الرحمن الرحيم).
وروى أبو هريرة الجهر كان الحديثان غير متناقضين ويكون الجهر والإسرار جائزين، وكذا قال الحكم وإسحاق بن راهويه، إلا أن إسحاق قال الجهر أحب إلي، وأما الحديث فإنه كان يستفتح القراءة بـ (الحمد لله رب العالمين) فيحمل معناه أنه يراد بهذه السورة كما تقول سورة البقرة والذين قالوا لا يستفتح بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) قد أجازوا ذلك، فقال مالك أن أستفتح بها في
[١/ ٢٧]
1 / 27