فقال بشيء من الفخار لم يحاول مداراته: قيل لي إن نتيجة البكالوريا كانت سيئة هذا العام.
فقالت وهي تشاركه فخاره بمعاودة الابتسام: ربنا ينجح مقاصده، ويمد في عمرنا حتى نشهد نجاحه في الدبلوم.
فتساءل: هل ذهبت اليوم إلى السكرية؟ - نعم، ودعوتهم جميعا، وسوف يحضرون إلا الست الكبيرة التي اعتذرت بتعبها، فقالت: إن ابنيها سينوبان عنها في تهنئة كمال.
فقال السيد، وهو يومئ بذقنه صوب جبته: جاءني اليوم الشيخ متولي عبد الصمد بأحجبة لأولاد خديجة وعائشة، ودعا لي قائلا: «إن شاء الله أعمل لك أحجبة لأولاد أحفادك».
ثم وهو يهز رأسه باسما: لا شيء على الله ببعيد، ها هو الشيخ متولي نفسه كالحديد رغم الثمانين ...! - ربنا يمتعك بالصحة والعافية!
فتفكر مليا، وهو يعد على أصابعه، ثم قال: لو امتد العمر بأبي - رحمه الله - ما زاد على عمر الشيخ كثيرا. - رحم الله الراحلين.
وخيم الصمت ريثما ذهب الأثر الذي تركه ذكر «الراحلين»، ثم قال الرجل بلهجة من تذكر أمرا هاما: زينب خطبت!
اتسعت عينا أمينة، وهي ترفع رأسها قائلة: حقا؟! - نعم، أخبرني محمد عفت بذلك الليلة. - من؟ - موظف يدعى محمد حسن، رئيس إدارة المحفوظات بالمعارف.
فتساءلت بوجوم: يبدو أنه متقدم في السن؟
فقال كالمعترض: كلا، في الحلقة الرابعة، خمسة وثلاثين، ستة وثلاثين ... أربعين عاما على الأكثر.
Bilinmeyen sayfa