ونظر أحمد في ساعته ثم قال: سأترككم أنا فإني على موعد.
وقالت أمه: أي موعد؟
فأخطأ أحمد عن عمد وهو يقول: اجتماع.
ثم قال وكأنه يستدرك: اجتماع مع بعض أصدقائي، سنذهب إلى السينما، سلام عليكم.
وكان جعفر مدركا لكل التصنع الذي افتعله أحمد، ولكنه سكت، بينما تعلقت عينا هناء بأخيها هنيهة، حتى إذا خرج من باب الغرفة لحقت به، وقبل أن يهبط الدرجة الأولى من السلم قالت له: أحمد.
ووقف أحمد: نعم. - تأكد من خلو المكان من الجواسيس يا أحمد، وإذا شككت في شيء فارجع يا أحمد.
فقال أحمد في تعاظم: لا تخافي.
ثم راح يهبط السلم وهو يحس بعيني أخته وهما ترقبانه، فزاده هذا شعورا بالكبر والأهمية، وما لبث أن نفض عن ذهنه ما فكر فيه حين كان جعفر يتكلم، فهو الآن واثق، واثق كل الثقة أنه شيء، بل إنه كل شيء.
الفصل التاسع عشر
قصد حسام إلى بار الشباب حيث تعود أن يقصد، كلما ضاق بإعراض هناء عنه، أو كلما شقي بهذه الأحاديث الطويلة التي يسود بها جعفر وأحمد وفوزي الحياة في وجهه.
Bilinmeyen sayfa